قال: أخبرنا عبد العزيز بن الحسن-قالا: أخبرنا الحسن بن اسماعيل قال: حدثنا أحمد بن مروان قال: حدثنا محمد بن موسى القطان قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الرّقي قال: وشى واش برجل الى الاسكندر فقال له: أتحب أن نقبل منك فيه ما قلت فيه على أنا نقبل منه ما قال فيك؟ فقال لا، فقال له: فكف عن الشر يكف الشر عنك.
قرأت في كتاب التعريف في ذكر اليونانين، وهذا الكتاب تأليف صاعد بن أحمد بن صاعد الاندلسي قال فيه: منهم الاسكندر بن فيلفوس المقدوني، المعروف بذي القرنين الذي غزا دارا بن دارا ملك الفرس في عقر داره، فثل عرشه، ومزق ملكه، وفرق جمعه، ثم تخطاه قاصدا الى ملوك المشرق من الهند، والترك، والصين فتغلب على بعضهم، وانقاد له جميعهم، وتلقوه بالهدايا الفخمة، واستكفوه بالأتاوات الجزلة، ولم يزل مترددا في أقاصي الهند، وتخوم الصين، وسائر أكناف المشرق، حتى أجمع ملوك الارض طرا على الطاعة لسلطانه، والخضوع لعزته، والاقرار بأنه ملك الاقاليم، والاعتراف بأنه رئيس الارض (١).
وقرأت بخط عبد السلام بن الحسين البصري المعروف بالواجكاء من كتاب في ذكر فضائل الفرس، وأنساب حكمائهم لم يسم مؤلفه، ولعله من تأليفه قال فيه:
وقيل أن رجلين من أصحاب دارا من أهل همذان طعنا دارا من خلفه في الحرب، ثم هربا الى الاسكندر فأخبراه، فقتلهما بقتلهما دارا، وصلبهما لأن لا يجترأ على الملوك (٤٩ - و).
قال: ثم ملك الاسكندر الرومي، وقد قال بعض الفرس أنه ابن دارا بن بهمن الملك بن أسفنديار الشديد بن نشتاسب الملك، والفرس تسميه الاسكندر.
قال مؤلف الكتاب: ولكن الثبت عندنا أن ذا القرنين الاسكندر كان من الروم وأنه فيلفوس بن مصريم بن هرمس بن هردمس بن ميطون بن رومي بن ليطي بن يونان بن يافث بن نويه بن سرجون بن روميه بن يريط بن توفيل بن رومي بن الأصفر بن اليفن بن العيص بن اسحاق بن إبراهيم النبي عليه السلام.
(١) -انظر كتاب طبقات الامم للقاضي صاعد الاندلسي:٢٦.