في تاريخ دمشق، وروى عنه مرهف بن الصنديد الشيزري، وأبو الفتح عثمان بن عيسى بن منصور البلطي النحوي.
أنشدني أبو عبد الله محمد بن أبي الفوارس بن أبي علي بن الامان الشيزري إملاء من لفظه بالهول من بلد سنجار-قال: أنشدني القاضي وجيه الدين مرهف ابن الصنديد الشيزري قال: أنشدني شرف الدولة-يعني أبا الفضل- (٧٦ - و) اسماعيل بن أبي العساكر سلطان بن علي بن مقلد لنفسه، وكانت الزلزلة قد خرّبت شيزر في سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة وسقطت القلعة على أخيه وأولاده وزوجته الخاتون أخت شمس الملوك-يعني بنت بوري بن طغتكين-فسلمت المرأة وحدها دونهم، ونشبت من الردم وخلصت، وجاء نور الدين محمود الى شيزر وطلب من امرأته أن تعلمه بالمال وهدّدها، فذكرت له أن الردم سقط عليها وعليهم ونشبت هي دونهم ولا تعلم بشيء، وإن كان لهم شيء فهو تحت الردم، وكان شرف الدولة غائبا فحضر بعد الزلزلة، وعاين ما فعلت بشيزر وأخيه، وشاهد امرأة أخيه بعد العز في ذلك الذل، فعمل:
ليس الصباح من المساء بأمثل … فأقول لليل الطويل ألا انجلي
شلت يد الايام ان قسيها … ما أرسلت سهما فأخطأ مقتلي
لي كل يوم كربة من نكبة … يهمي لها جفني وقلبي يصطلي
يا تاج دولة هاشم بل يا أبا … التيجان بل يا قصد كل مؤمل
لو عاينت عيناك قلعة شيزر … والستر دون نسائها لم يسبل