للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صديقا للفضل بن يحيى بن خالد، فلما دخل الرشيد الرقة ومعه الفضل بن يحيى كتب الفضل الى اسماعيل بن صالح وهو بحلب يشتاقه، فقدم عليه اسماعيل الرقة، فصادف الفضل عظيم الشغل بأمر الرشيد لا يمكنه مفارقته، فأقام اسماعيل أياما ثم غضب وانصرف الى حلب، وكتب الى الفضل: (٨٤ - ظ‍)

قليتك فاقلني واطلب خليلا … سواي فإنني باغ سواكا

إذا ما سمتني الاكرام مني … وسمتني الهوان فدام ذاكا

فلو أني علمت العلم حقا … بأن الغدر غاية منتهاكا

لسمتك بالقطيعة من قريب … ولم تعلق قوى حبلي قواكا

أبعدي يرتجيك أخ لعهد … ألا يا طول خيبة من رجاكا

فلما وصلت هذه الأبيات الى الفضل بن يحيى، كتب يسترضيه، ووصله بمائة دينار ودينار من ضربهم وكان في كل دينار عشرة دراهم (١).

وقال أبو بكر الصولي: حدثنا محمد بن موسى قال: حدثني عبد الله بن محمد الحلبي قال: كان اسماعيل بن صالح من آدب الناس وأرقهم طبعا، وكان شاعرا حسن الغناء مقدما في ضرب العود.

وقرأت في كتاب معجم الشعراء للمرزباني: اسماعيل بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم، كان سريا أديبا، حسن الغناء، مقدما في ضرب العود، غنى الرشيد فقلده مصر (٢).

وقرأت في تاريخ الأمير مختار الملك المسبّحي: سنة احدى وثمانين ومائة، ثم وليها-يعني مصر-اسماعيل بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس من قبل الرشيد على صلاتها يوم الخميس لسبع خلون من شهر رمضان سنة إحدى وثمانين (٣).


(١) -يرجع أن المراد هنا «كل دينار وزنه عشرة دراهم».
(٢) -سقط‍ من الموجود من كتاب المرزباني ولم يرد في مستدركه المطبوع.
(٣) -وصلتنا قطعة صغيرة من هذا التاريخ فيها أخبار (٤١٤ - ٤١٦ هـ‍). وقد نشرت بمصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>