للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبمحمد نبيا، وبالقرآن إماما، على ذلك يحيا (١٠٧ - و) وعليه يموت إن شاء الله عز وجل، ويشهد أن الملائكة حق، والنبيين حق، «وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور» (١)، ويشهد أن الله سبحانه وتعالى قدر الخير وأمر به ورضيه وأحبه، وأراد كونه من فاعله، ووعد حسن الثواب على فعله، وقدر الشر وزجر عنه ولم يرضه، ولم يحبه وأراد كونه من مرتكبه غير راض به ولا محب له تعالى ربنا عما يقول الظالمون علوا كبير (٢)، وتقدس عن أن يأمر بالمعصية أو يحبها أو يرضاها، وجل أن يقدر العبد على فعل شيء لم يقدره عليه، أو يحدث من العبد ما لا يريده ولا يشاؤه، ويشهد أن القرآن كتاب الله وكلامه، ووحيه وتنزيله، غير مخلوق، وهو الذي في المصاحف مكتوب، والألسنة مقروء، وفي الصدور محفوظ‍، وبالآذان مسموع، قال الله تعالى: «وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله» (٣) وقال: «بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم» (٤) وقال: «ان الذين يتلون كتاب الله» (٥) وقال: «ان هو إلا ذكر وقرآن مبين» (٦)، ويشهد أن الإيمان تصديق بالقلب بما أمر الله أن يصدق به، وإقرار باللسان بما أمر الله أن يقرّ به، وعمل بالجوارح بما أمر الله أن يعمل به، وانزجار عما زجر عنه، من كسب قلب، وقول لسان، وعمل جوارح وأركان، ويشهد أن الله سبحانه وتعالى مستو على عرشه استواء غلبة كما بينه في كتابه في قوله تعالى: إن ربكم «الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا» (٧) في آيات أخر، والرسول صلوات الله عليه وسلم تسليما ذكر فيمل نقل (١٠٧ - ظ‍) عنه من غير أن يكيّف استواءه عليه، أو يجعل لفعله وفهمه أو وهمه سبيلا الى إثبات كيفيّة، إذ الكيفيّة عن صفات ربنا منفية.


(١) - سورة الحج-الآية:٧.
(٢) -انظر سورة الاسراء-الآية:٤٣.
(٣) - سورة التوبة-الآية:٦.
(٤) - سورة العنكبوت-الآية:٤٩.
(٥) - سورة فاطر-الآية:٢٩.
(٦) - سورة يس-الآية:٦٩.
(٧) - سورة الفرقان-الآية:٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>