للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأقارب والإخوان، ومعرفة حق الأكابر، والرحمة على الأصاغر، ويناهم عن التدابر والتباغض والتقاطع والتحاسد ويأمرهم أن يكونوا اخوانا، وعلى الخيرات أعوانا وأن يعتصموا «بحبل الله جميعا» (١) ولا يتفرقوا، ويتبعوا الكتاب والسنة وما كان عليه علماء الأمة وأئمة الملة، كمالك بن أنس، والشافعي، وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة، وأحمد بن حنبل، واسحاق بن ابراهيم، ويحيى بن يحيى، وغيرهم من أئمة المسلمين وعلماء الدين رضي الله عنهم أجمعين، وجمع بيننا وبينهم في ظل طوبى ومستراح العابدين.

أوصى بهذا كله اسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني الى أولاده وأهله وأصحابه ومختلفة مجالسه وأوصى أنه إذا نزلت به المنية التي لا شك أنها نازلة، والله يسأل خير ذلك اليوم الذي تنزل (١٠٩ - و) المنية به فيه، وخير تلك الليلة التي تنزل به فيها، وخير تلك الساعة وخير ما قبلها وخير ما بعدها-أن يلبس لباسا حسنا طيبا، طاهرا نقيا، وتوضع على رأسه العمامة التي كان يشدها في حال الحياة وضعا على الهيئة التي كان يضعها على رأسه أيام حياته، ويوضع الرداء على عاتقيه ويضجع مستلقيا على قفاه موجها للقبلة، ويجلس أولاده عند رأسه، ويضعوا المصاحف على حجورهم، ويقرءوا القرآن جهرا، وحرج عليهم أن يمكنوا امرأة لاقرلة بينه وبينها ولا نسب ولا سبب من طريق الزوجية تقرب من مضجعه في تلك الساعة، أو تدخل بيتا يكون فيه، وكذلك يحرّج عليهم أن يأذنوا لأحد من الرجال في الدخول عليه في تلك الساعة، بل يأمرون الأخ والأختان وغيرهم أن يجلسوا في المدرسة، ولا يدخلوا الدار، ويساعدوا الأصحاب في قراءة القرآن، وإمداده بالدعاء، فلعل الله سبحانه وتعالى أن يهون عليه سكرات الموت، ويسهل له اقتحام عقبة الموت على الاسلام والسنة في سلامة وعافية.

وأوصى إذا قضى نحبه وأجاب ربه، وفارقت روحه جسده أن يشد ذقنه، وتغمض عينه، وتمد أعضاده، ويسجى بثوب، ولا يكشف عن وجهه لينظر


(١) - سورة آل عمران-الآية:١٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>