للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان رحمه الله تاريخ الزمان، وشيخ الاسلام، وبقية السلف والخلف، مات وما فاته في مرضه فريضة ولا واجب من صلاة وغيرها، وما سال منه لعاب، ولا تلوث له ثياب، ولا تغير لونه، وكان مع ما به من الضعف، وتساقط‍ القوة يجدد التوبة، ويكثر الاستغفار، ويقرأ القرآن، مضى لسبيله وهو يتبسم كالغائب يقدم على أهله، وكالمملوك المطيع يرجع إلى مالكه، ودفن رحمة الله عليه غد ليلة يوم الاربعاء بجبل طبرك (١) بقرب الفقيه محمد بن الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة، بجنب قبر أبي الفتح عبد الرزاق بن مردك رحمهم الله.

أنبأنا سليمان بن الفضل بن سليمان قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد قال:

حدثنا أبو محمد عمر بن محمد الكلبي قال: وجدت على ظهر جزء: مات الشيخ الزاهد أبو سعد اسماعيل بن علي بن الحسين السمان وقت العتمة ليلة الاربعاء الرابع والعشرين من شعبان سنة خمس وأربعين وأربعمائة، شيخ العدلية وعالمهم، وفقيههم، ومتكلمهم (١٢٣ - و) ومحدثهم، وكان إماما بلا مدافعة في القراءات والحديث، ومعرفة الرجال والأنساب والفرائض، والحساب، والشروط‍، والمقدرات (٢)، وذكر كلام ابن مردك الذي نقلته من خط‍ الزمخشري إلى آخره.

أنبأتنا زينب بنت عبد الرحمن بن الحسن الشعري قالت: أخبرنا أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري، وقرأته بخط‍ الزمخشري على النسخة التي بخطه من معجم السمان، والنسخة موقوفة على تربة الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه ببغداد، وصورة ما شاهدته بخط‍ الزمخشري نسخة كتاب وصية نقلتها من خطه: هذا ما أوصى اسماعيل بن علي بن الحسين السمان، المعروف بأبي سعد، في صحة من عقله وبدنه وجواز أمره، وذلك في شهر ربيع الآخر من سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة وهو يشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير (٣)، ويشهد أنه تعالى واحد لا ثاني له في الأزل وأنه قادر لذاته، عالم لذاته، حي، سميع، بصير، غني فيما لم يزل ولا يزال، وأنه


(١) -قرب مدينة الريّ على يمين القاصد إلى خراسان. معجم البلدان.
(٢) - تاريخ ابن عساكر:٢/ ٤٣٤ و.
(٣) - انظر سورة الحديد-الآية:٢. سورة الانعام-الآية:١٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>