للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نصح الإمام على الأنام فر … يضة ولأهله كفارة وطهور (١)

فلما أنشده قال الرشيد: أوقد فعل؟ وعلم أن الوزراء احتالوا في ذلك، فغزاه في بقية (١٦٢ - ظ‍) الثلج، فافتتح هرقلة في ذلك الوقت، فقال أبو العتاهية:

ألا نادت هرقلة بالخراب … من الملك الموفق للصواب

غدا هرون يرعد بالمنايا … ويبرق بالمذكرة القضاب

وغايات (٢) … يحل النصر فيها

تمر كأنها مر السحاب

أمير المؤمنين ظفرت فاسلم … وأبشر بالغنيمة والإياب (٣)

قال: أراد قول امرئ القيس:

وقد طوفت في الآفاق … حتى رضيت من الغنيمة بالإياب (٤)

أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن قبيس قال: أخبرنا أبو بكر بن علي قال:

حدثني عبيد الله بن أبي الفتح قال: أخبرنا أحمد بن ابراهيم ابن الحسن قال: حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكّري قال: حدثنا عبد الله بن أبي سعد الوراق قال: حدثني علي بن الحسن بن عبيد الشيباني قال:

حدثني هرون بن سعدان قال: كنت جالسا مع أبي نواس في بعض طرق بغداد، وجعل الناس يمرون به وهو ممدود الرجل بين بني هاشم وفتيانهم والقواد وأبنائهم، ووجوه أهل بغداد، فكل يسلم عليه، فلا يقوم الى أحد منهم، ولا يقبض رجله اليه، إذ أقبل شيخ راكبا على حمار مريسي، وعليه ثوبان دبيقيان، قميص ورداء قد تقنع به، ورده على أذنيه، فوثب اليه أبو نواس، وأمسك الشيخ عليه حماره، واعتنقا، وجعل أبو نواس يحادثه وهو قائم على رجليه، فمكثا بذلك (١٦٣ - و) مليا حتى رأيت أبا نواس يرفع احدى رجليه ويضعها على الاخرى


(١) -الشاعر هو أبو محمد عبد الله بن يوسف الجندي، ويقال الحجاج بن يوسف التميمي. انظر تاريخ الطبري:٨/ ٣٠٨ - ٣٠٩.
(٢) -في ديوانه: ورايات.
(٣) -ديوانه:٦٥.
(٤) -ديوان امرئ القيس-ط‍. دار صادر بيروت:٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>