ونقلت هذه الأبيات الدالية من خط الأمير حسام الدين أبي بكر محمد بن مرهف بن مرهف بن أسامة بن منقذ للأمير جمال الدين اسماعيل بن الأمير سيف الدولة مبارك بن منقذ، وذكر أنه سمع منه هذه الأبيات، ونقلت من خطه من شعر ابن عمه اسماعيل المذكور:
ظبى اللحاظ وهي في أجفانها … قد قتل الانسان من إنسانها
مشهورة قتلتها مشهورة … فكيف تردي وهي في أجفانها
أسد الحمى وان غدت فاتكة … تفر بعد اليأس من غزلانها
(١٧٩ - ظ)
لو لم تكن رماحها قدودها … ما كانت الألحاظ من خرصانها
بكيت وجدا بهم حتى بكت … حمائم الأيك على أغصانها
فان تك صادقة في نوحها … مثلي وداعي النوح من أشجانها
لم تلبس الأطواق في أعناقها … وتخضب الحناء في بنانها
قال لي أبو بكر محمد بن عبد العظيم: اسماعيل بن المبارك أحد أمراء الدولتين العادلية والكاملية، سمع بالاسكندرية الحافظ أبا طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السّلفي الأصبهاني، وبمصر من والده، وحدّث، وسئل عن مولده فقال: في العشرين من رجب سنة تسع وستين وخمسمائة بالقاهرة، وتوفي في شهر رمضان سنة ست وعشرين وستمائة بمدينة حران.
أخبرنا شهاب الدين أبو المحامد اسماعيل بن حامد القوصي قال: وهذا الأمير جمال الدين اسماعيل بن منقذ رحمه الله كان أميرا كاملا، وكبيرا فاضلا، وندبه السلطان الملك الكامل رحمه الله رسولا الى الغرب، فأبان عن نهضة وكفاية، وحسن سفارة، لما كان جامعا له من حسن صورة، وسيرة، وعذوبة لفظ، وسداد عبارة، وولاّه ولاية مدينة حران، وجمع له بين الولاية والإمارة، وتوفي بها في شهور سنة سبع وعشرين.
قال: ومولده بمصر في شهور سنة تسع وستين وخمسمائة في العشرين من ذي القعدة.