الغني بن سعيد قال: أسيد (٢١٠ - ظ) بن عبد الرحمن الخثعمي عن فروة عن مجاهد، وابن محيريز.
أخبرنا ابن المقير-فيما أذن لنا أن نرويه-عن الفضل بن سهل عن أبي بكر الخطيب قال: قال أبو الحسن، وأبو محمد-يعني الدارقطني-، وعبد الغني بن سعيد جميعا: أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي عن فروة بن مجاهد، وابن محيريز، روى عنه الأوزاعي.
قال الخطيب: وهذا الكلام ذكره البخاري في تاريخه ومنه نقلاه الى كتابيهما وهو خطأ وذلك أن أسيدا لا يروي عن ابن محيريز، وإنما يروي عن خالد بن دريك.
عنه روى عن الأوزاعي عنه حديثه كذلك غير واحد (١).
قلت: وهذا القول من أبي بكر الخطيب تحكم على البخاري مع كونه إمام أهل الحديث، وأكثرهم تنقيبا على رجاله وكشفا لأحوالهم، ومواقع الصواب والخطأ منهم، وكذلك على هذين الحافظين: أبي الحسن الدارقطني، وأبي محمد عبد الغني ابن سعيد، وهما هما في هذا الفن، وإطلاقه الخطأ عليهم في أن أسيدا لا يروي عن ابن محيريز، وإنما يروي عن خالد بن دريك عنه الحديث الذي أوردناه، غير مسلم له، فإن رواية أسيد عن خالد عن ابن محيريز هذا الحديث لا ينفي روايته عن ابن محيريز وغيره، فإن من عادة الرواة إذا رأوا عند غيرهم من الشيوخ حديثا قد سمعه ذلك الشيخ من شيخه، ولم يسمعه منه أن يكتبه عنه عن شيخه، ولا ينفي ذلك روايته عن ذلك الشيخ حديثا غيره، وكذلك الصحابة رضوان الله عليهم رووا عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، وروى بعضهم عن بعض عن النبي صلى الله عليه وسلم غيرها، لأنه لم يسمع ذلك الحديث (٢١١ - و) من النبي صلى الله عليه وسلم، فرواه عن صحابي آخر عنه، وذلك كثير، فكذلك هذا يجوز أن يكون أسيدا سمع من ابن محيريز غير هذا الحديث، وروى هذا الحديث عن خالد بن دريك عنه، اللهم إلاّ إن أثبت بالنقل أن أسيدا لم يدرك ابن محيريز، فحينئذ يسوغ له تخطئة هؤلاء الأئمة فيما ذكروه، وقد تابع الإمام أبا عبد الله محمد بن اسماعيل