للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرأت بخط‍ بعض الحلبيين أن السلطان ملك شاه بن العادل وصل؛ يعني الى حلب، في شعبان سنة تسع وسبعين، فتسلم البلد والقلعة وسلمها الى قسيم الدولة آق سنقر، فأقام بحلب ثمان سنين فقتل بكارس من أرض النقرة، نقرة بني أسد، في صفر سنة سبع وثمانين وأربعمائة، قتله تاج الدولة بن العادل.

وقرأت بخط‍ أبي غالب عبد الواحد بن مسعود بن الحصين الشيباني في تاريخه:

في جمادى الاولى، يعني سنة سبع وثمانين، كان المصاف بين تاج الدولة تتش وبين الأميرين آق سنقر وبوزان ومن أمدهما به بركيا روق قريبا من حلب، فلما التقى الصفان استأمن ابن آبق الى تتش وانهزم الباقون، وأسر آق سنقر، فجيء به الى تتش، فقال له تتش: لو ظفرت بي ما كنت صانعا في؟ قال: أقتلك، قال: فاني أحكم عليك بحكمك في، وقتله.

قال: وكان آق سنقر من أحسن الناس سياسة، وآمنهم رعية وسابلة.

وقرأت بخط‍ أبي منصور هبة الله بن سعد الله بن الجبراني الحلبي: الصحيح أن قسيم الدولة قتل يوم السبت عاشر جمادى الآخرة سنة سبع وثمان وأربعمائة.

ونقلت من خط‍ أبي الحسن علي بن مرشد بن علي بن منقذ في تاريخه سنة سبع وثمانين وأربعمائة؛ فيها: كانت وقعة قسيم الدولة (آق) سنقر وتاج الدولة يوم السبت تاسع جمادى الأولى (٢٦٩ - ظ‍) وذلك ان تاج الدولة لما أراد العبور مختفيا ليمضي الى خراسان، فبلغ خبره قسيم الدولة، فخرج اليه، فقال لأصحابه الحقوني بحبال لكتاف الاسرى استصغارا لهم، فقال له سكمان بن أرتق: حركش هم -أي أرانب هم-؟ ولم يتمهل الى حين تصله خيله، فمضى واستعجل، فكسره تاج الدولة بأرض نبل، وأسره ورحل من موضع الكسرة الى حلب فملكها، واستولى على المواضع التي كانت لقسيم الدولة وجلس في قلعة حلب وشرب فيها، وأحضر قسيم الدولة، كما حدثنا رومي بن وهب، قال: حضرته وقد أحضر قسيم الدولة، فدخل وفي رقبته بند قبائه يسحب، فلا والله ان انكرت من عزّة نفسه شيئا مما كنت أعرفه، فما زال يمشي حتى وقعت عينه على تاج الدولة، فجلس وأدار ظهره إليه، فسحبوه وكلموه. فما رد جوابا ولا تحرك، فقام اليه تاج الدولة فكلمه، فلم

<<  <  ج: ص:  >  >>