للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعرف بالزهرة بين خلاط‍ ومنازكرد في يوم الاربعاء خامس ذي القعدة، وكان السلطان في خمسة عشر ألفا، وصاحب الروم في مائتين ألوف.

وراسل السلطان ملك الروم في الهدنة، فقال ملك الروم: لا هدنة إلاّ بالري، فعزم الله على السلطان على الرشد، ولقيه يوم الجمعة وقت الزوال، وهو سابع ذي القعدة، وأعطى الله المسلمين النصر فقتلوا منهم قتلا ذريعا، وأسر ملك الروم، وضربه ألب أرسلان، ثلاث مقارع، وقطع عليه ألف ألف وخمسمائة ألف دينار، وأي وقت طلب السلطان عساكر الروم نفذها ملكهم إليه، وأن يسلم كل أسير من المسلمين عنده (٢٨٤ - و).

ذكر صاحب ملك نامه (١) الذي صنفه لألب أرسلان محمد بن داود أنه استفاد انسابهم واحسابهم من الأمير اينانج بك، إذ كان أسن القوم وأعرفهم بأنسابهم وأحسابهم، قال: كان الأمير سلجوق بن دقاق من أعيان ترك خزر، وكان دقاق يلقب بتمر بالغ أي شديد القوس.

قال اينانج بك: لما مر زمان على الأمير دقاق، ولد له مولود مبارك سماه سلجوقا، وكان يلقبه بسباشي، يعني مقدم الجيش، وكان لسلجوق أربعة أولاد:

ميكائيل، وموسى، وأرسلان الملقب بيبغو (٢) اكلان، وآخر توفي زمن شبابه.

وكان للأمير ميكائيل بن سلجوق ولدان: طغرلبك، وداود جغري بك، فعلى هذا يكون ألب أرسلان محمد بن جغري داود بن ميكائيل بن سلجوق ابن دقاق.

وقرأت في بعض التواريخ أن أباه جغري بك عهد إليه في سنة احدى وخمسين وأربعمائة حين مرض باليرقان، وضعف مزاجه، وجهز اليه السلطان مودود (٣) جيشا الى خراسان، ففوض ولاية عهده الى ابنه ألب أرسلان، فأقام ألب أرسلان ببلخ


(١) -لم يصلنا، وأهم النقول عنه هي عند ابن العديم وفي الكامل لابن الأثير.
(٢) -لقب أطلق على من كان بعد الخاقان التركي الخزري بدرجتين. مدخل الى تاريخ الحروب الصليبية:٣٣.
(٣) -سلطان غزنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>