للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد القاضي قال: أخبرنا الحافظ‍ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: ألب أرسلان بن رضوان بن تتش بن ألب أرسلان التركي ولي امرة حلب بعد موت أبيه رضوان في جمادي الآخرة سنة سبع وخمسمائة وهو صبي عمره ست عشر سنة، وتولى تدبير أمره خادم لأبيه اسمه لؤلؤ، ورفع عن أهل حلب بعض ما كان جدد عليهم من الكلف، وقتل أخويه ملك شاه وميريجا (١)، وقتل جماعة من الباطنية، وكانت دعوتهم قد ظهرت في حلب في أيام أبيه، ثم كاتب (٢٨٨ - هـ‍) طغتكين أمير دمشق، ورغب في استعطافه، فأجابه طغتكين الى ذلك، ودعا له على منبر دمشق في شهر رمضان من هذه السنة، ثم قدم الب أرسلان في هذا الشهر دمشق، وتلقاه طغتكين وأهل دمشق في أحسن زي وأنزله في قلعة دمشق، وبالغ في اكرامه، فأقام بها أياما، ثم عاد الى حلب في أول شوال، وصحبه طغتكين، فلما وصل حلب لم ير طغتكين ما يحب ففارقه وعاد الى دمشق.

وساءت سيرة ألب أرسلان بحلب وانهمك في المعاصي واغتصاب الحرم، وخافه لؤلؤ اليايا، فقتله بقلعة حلب في الثامن من شهر ربيع الآخرة من سنة ثمان وخمسمائة ونصب أخا له طفلا عمره ست سنين، وبقي لؤلؤ بحلب الى أن قتل في آخر سنة عشر وخمسمائة (٢).

قرأت في مدرج وقع الي بخط‍ العضد مرهف بن أسامة بن منقذ فيه تعاليق من الحوادث في السنين قال: وفيها-يعني سنة ثمان وخمسمائة، قتل الاخرس ابن الملك رضوان في يوم الاثنين خامس شهر ربيع الآخر.

قلت: ومن العجب العجيب الذي فيه عبرة لكل أريب أن رضوان لما ملك


(١) -لقد سبق لابن العديم أن أورد هذه الاسماء، سلطان شاه، وابراهيم، ومبارك، انظر ترجمة رضوان بين ملاحق كتابي مدخل الى تاريخ الحروب الصليبية: ٣٩٥،٣٩١.
(٢) - تاريخ ابن عساكر:٣/ ٤١ - ظ‍، وقد نقل ابن العديم جميع ما أورده ابن عساكر في ترجمة ألب أرسلان اللهم الا كلمة «ببالس». حيث قتل اليابا.

<<  <  ج: ص:  >  >>