للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمر، وقال أبياتا، ثم نهض واستنهض بكر بن وائل فأجابوه، فهجم على بني كنانة، فقتل فيهم ظنا منه أنهم بنو أسد، حتى أخبرته عجوز بهم، ثم واقع بني أسد، ولم يدرك منهم ثأره، وبعد ذلك أبت بكر وتغلب أن تتبعه لقتله كنانة ظلما، وآل أمره حتى دخل الروم واستنجد بملكهم واسمه أسطاس (١).

قال الوزير أبو القاسم: وقيل أنه لما قتل حجر تنازع امرؤ القيس ابنه، وثعلبه ابن مالك أحد بني عمرو بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن كندة في الملك بعده فأجمعا للحرب فأكف امرؤ القيس أصحابه، وبرز الى ثعلبة وحده، وطعن فيهم، فحملوا عليه فولى هاربا، وهم في طلبه، فخرج عليهم أصحاب امرئ القيس فكسروهم وأسر ثعلبة وقتله صبرا وقال:

لا وأبيك ابنة العامري … لا يدّعي القوم أني أفر (٢)

قلت: قد ذكر الوزير أنه قال:

وهر تصيد قلوب الرجال … وأفلت منها ابن عمرو حجر (٢٩٢ - و)

وثب إليه أبوه وضربه، وأمر مولاه بقتله، ثم قال: انه لما قتل حجر تنازع امرؤ القيس وثعلبة، وأنه أسر ثعلبة، وقتله صبرا، وقال:

لا وأبيك ابنة العامري

البيت، والبيتان جميعا في قصيدة واحدة وفي ذلك من التناقض ما لا يخفى.

قال الوزير: بعض الناس يظن أن وفادة امرئ القيس الى الروم كانت للاستجاشة على بني أسد، وليس كذلك، وانما سببها أن المنذر بن ماء السماء اللخمي لما عاد الى الملك أيام أنوشروان أنفذ في طلب بني آكل المرار جيشا من بكر وتغلب، فأسر منهم ستة عشر رجلا، وقيل اثني عشر، فضرب أعناقهم بالحيرة، في دور بني مرينا، وهي تسمى لذلك تل الأملاك، ولذلك قال عمرو بن كلثوم:


(١) -يقال أنه قصد الامبراطور جستنيان. انظر شعراء النصرانية للويس شيخو-ط‍. ثانية-دار المشرق-بيروت:٣٥.
(٢) -ديوانه:١٠٩ والخبر ليس في الموجود من أدب الخواص.

<<  <  ج: ص:  >  >>