خاصة أن هذا حدث معي عام ١٩٦٧، أي بعد مرور ما يزيد على ست عشرة سنة على نشر المجلدة الأولى من كتاب زبدة الحلب.
وبعد بحث طويل تأكد لدي أن الكتاب لم ينشر، ولم يدفع قط لمطبعة، وهنا أخذت أبحث عنه فوجدت المرحوم الأستاذ الطباخ يذكره في كتابه «أعلام النبلاء» انما يبين بأمانة أنه لم يره انما سمع بوجوده في استانبول.
وتبعا لهذا يممت وجهي شطر استانبول، وأخذت أبحث عن الكتاب وعن مصادر اضافية أعود اليها أثناء البحث في موضوع اطروحتي، وفي استانبول عرفت بوجود عشر مجلدات من هذا الكتاب جميعها بخط المؤلف، وهي موزعة على ثلاث مكتبات، وتمكنت من الحصول على مصورة لهذه المجلدات.
وبعد عودتي الى لندن عرفت أن بين محتويات مكتبة المتحف البريطاني مجلدا من كتاب بغية الطلب، وان المكتبة الوطنية في باريس تحوي أيضا واحدا من أجزاء الكتاب كما أن مكتبة المرحوم داود جلبي في الموصل فيها أحد أجزاء الكتاب، ولدى البحث والمقارنة تبين لي بأن هذه الاجزاء ليست بخط المؤلف وان محتوياتها موجودة بين الاجزاء العشرة التي صورتها من مكتبات استانبول.
وفي لندن قرأت أجزاء كتاب بغية الطلب وتعرفت الى محتوياتها، فأدركت مدى أهمية هذا الكتاب وأهمية محتوياته ليس كمصدر لتاريخ شمال بلاد الشام بل كمصدر أساسي لتاريخ بلاد الشام جنوبا وشمالا ثم تاريخ الاسلام بشكل عام، وانه تبعا لهذا ينبغي نشره.
وبعد عودتي الى دمشق أخذت أخطط لنشر المجلدات العشرة الموجودة من كتاب البغية، وتأكد لدي أنه لا يوجد في العالم غيرها، ومعروف ان ابن العديم كان قد وضع خطة لكتابة مصنفه هذه في أربعين مجلدة، انما لا ندري هل تمكن