للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأقضي لك حوائجك، وأقضي دينك. وأخرج لك رزق أهلك، فاخرج معي الى البصرة، فقال حجر: لا والله إني لمريض، فقال زياد: صدقت إنك لمريض القلب، والهوى، والرأي، وأخاف أن أخلفك فتوغل على الناس وتوغرهم.

ثم سار زياد إلى البصرة وخلفه، واستعمل عمرو بن حريث المخزومي على الكوفة (٥٣ - و) وأنزله القصر، وأوصى عمرا به فقال: كن عينا على حجر فانظر من جلساؤه في المسجد ومن غاشيته في أهله، وأعلمني ما يكون من أمرهم، ثم سار زياد إلى البصرة فقدمها، فكتب عمرو بن حريث من الكوفة الى زياد وهو بالبصرة: أخبرك إن حجرا قد عظمت حلقته في المسجد وكثرت غاشيته في أهله، فإن كانت لك في الكوفة حاجة فأقبل، فما هو الا أن قرأ كتابه قال زياد لأصحابه:

تجهزوا، فتجهزوا، ثم خرج فنزل الجلحاء (١) فإذا راكب من بني أسد يركض على فرس رسول لعمرو بن حريث فقال: أين الأمير، أين الامير، فقالوا: هو ذا، فأتاه فقال له زياد: ما وراءك، قال: أخبرك أن حجرا قد أعلن أمره وقد أظهر السلاح، واجتمع إليه في المسجد وخلع أمير المؤمنين (٢)، فقال: لا ولكنك خلعت أنت، قال:

فما فعل أميري؟ -يعني عمرو بن حريث-قال: في الدار، فقال لاصحابه سيروا حتى نزل بقرية الجزماء (٣) فإذا راكب على فرس، فقال: أين الأمير؟ فقالوا: هذا الأمير فما وراءك؟ قال: ظهر حجر وأعلن أمره واجتمع اليه، قال فما فعل أميري؟ قال: هو في الدار، قال: سيروا، فساروا حتى نزلوا قرية الرمان (٤)، فإذا راكب يركض فقال مثل ما قال صاحباه، وقد كان حجر حين علم أن زيادا قد أقبل يريد الكوفة قال لأصحابه: إن هذا الطاغية قد أقبل فضعوا سلاحكم (٥٣ - ظ‍) وقوموا، فإن هو أعطانا الذي نحب، والا أعلمناكم فرأيتم رأيكم، فقدم زياد الكوفة فجاءه وجوه أهلها وأشرافهم فجلسوا اليه وسلموا عليه، وأقبل محمد بن


(١) -موضع فيه بركة وقباب على الطريق نحو الكوفة. معجم البلدان.
(٢) -كتب ابن العديم بالهامش أصوابه «أو خلع».
(٣) -لم يرد ذكرها في معجم البلدان.
(٤) -لم يذكرها ياقوت في معجمه.

<<  <  ج: ص:  >  >>