للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الماهين قال ابن عفير: الماهين ماه زند وماه فلق (١)، قالوا: إن صاحب العرب الذي جاءهم بكتابهم، وشرع لهم دينهم، قد مات، وملكوا عليهم بعده هذا الذي أسرع في هلككم ونقلكم عن بلادكم، ولا نظنه منتهيا حتى ينتزع جميع ما في أيديكم، فتعاهدوا وتعاقدوا أن يسيروا الى المسلمين حتى ينفوهم الى بلادهم، فبلغ ذلك عمار بن ياسر، فكتب فيه الى عمر فجمع عمر المسلمين واستشارهم، فكثرت الاقاويل فعزم على أن يكتب الى أهل البصرة فتفرقوا ثلاث فرق: فرقة تقيم في الذرازي حرسا لهم، وفرقة تقيم في أهل عهدهم لئلا ينتقضوا، وفرقة تسير الى إخوانهم بالكوفة مددا لهم، واستعمل على الناس النعمان بن مقرن (٨٩ - ظ‍) المرى، فإن أصيب، فحذيفة بن اليمان، فإن أصيب فجرير بن عبد الله، فإن أصيب فالمغيرة بن شعبة، فإن أصيب فالأشعث بن قيس، واستعمل السائب بن الأقرع على المقاسم، فخرج حذيفة، فعسكر بأهل الكوفة حتى قدم عليه النعمان، وكان بكسكر عاملا عليها، وقدم أبو موسى على من خرج من أهل البصرة، وخرج جرير بن عبد الله عاملا على حلوان، فالتقى الناس بنهاوند فاستشهد النعمان، وولي أمر الناس بعده حذيفة فهزم الله المشركين، وغنم المسلمون غنيمة عظيمة. (٢)

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الاسدي الحلبي-قراءة عليه بها-قال: أخبرنا الشريف أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسي المكي ببغداد قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن بن محمد المكي قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد المكي قال: حدثنا أبو جعفر محمد ابن ابراهيم بن عبد الله الديبلي قال: حدثنا أبو صالح محمد بن أبي الازهر قال:

حدثنا عيسى بن يونس قال: حدثنا الأعمش عن ابراهيم عن علقمة قال: كنا في جيش بالروم ومعنا حذيفة وعلينا الوليد، فشرب الوليد الخمر، فأردنا أن نحده، فقال حذيفة: أتحدون أميركم وقد دنوتم من عدوكم فيطمعوا فيكم، فبلغه، فقال:

لأشربن وإن كانت محرمة، ولأشربن على رغم أنف من رغم.


(١) -انظر مادة «ماه دينار» في معجم البلدان.
(٢) -المنطقة التي قامت فيها مدينة واسط‍ القصب عاصمة العراق منذ أيام الحجاج بن يوسف وهو الذي بناها. معجم البلدان.

<<  <  ج: ص:  >  >>