-يعني-ابن مزاحم قال: حدثنا محمد بن عبيد الله عن شيخ له قال: كان فارس معاوية الذي (١٠٦ - و) يعده للمبارزة مولى له يقال له حريث، وكان يلبس سلاح معاوية متشبها به، فاذا قاتل قال الناس: ذاك معاوية، وان معاوية قال له: يا حريث اتق عليا، ثم ضع رمحك حيث شئت، فقال له عمرو بن العاص: انك والله يا حريث لو كنت قرشيا لاحب معاوية أن تقتل عليا، ولكن كره أن يكون لك حظها، فان رأيت منه فرصة فاقتحم عليه.
فلما خرج الناس الي القتال وتصافوا، خرج علي أمام أصحابه.
قال يحيى: فحدثني عمرو بن عبد الملك بن سلع الهمداني قال: حدثني أبي قال خرج حريث مولى معاوية يوم صفين فدعا عليا الى المبارزة، فقال: هلم يا أبا الحسن الى المبارزة، فخرج اليه علي وهو يقول:
أنا علي وابن عبد المطلب … أنا وبيت الله أولى بالكتب
أهل اللواء والمقام والحجب … نحن نصرناه على جل العرب (١)
ثم حمل عليه علي فطعنه فدق ظهره.
قال: وحدثنا نصر قال حدثنا محمد بن عبيد الله أن معاوية جزع على حريث جزعا شديدا وعاتب عمرا فيما أشار عليه من لقاء علي فأنشأ يقول:
حريث ألم تعلم وعلمك ضائر … بأن عليا للفوارس قاهر
وأن عليا لم يبارزه فارس … من الناس الا قصدته الأظافر
أمرتك أمرا حازما فعصيتني … فجدك اذ لم تقبل النصح عاثر
أنبأنا أبو العلا أحمد بن شاكر بن سليمان عن أبي محمد بن الخشاب قال:
أخبرنا أبو الحسين (١٠٦ - ظ) بن الفراء قال: أخبرنا أبو طاهر الباقلاني قال:
أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: حدثنا أبو الحسن بن ننجاب قال: حدثنا ابن ديزيل قال: حدثنا يحيى قال: حدثني نصر قال: حدثنا عمرو بن شمر عن جابر عن تميم
(١) -ديوان الامام علي-ط. بيروت. مؤسسة الأعلمي:٩ مع فوارق كبيرة.