للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سنة في بعض المساجد، فأمر باحضاره، فلما حضر تقدم بضرب رقبته، فارتاع الشيخ، وناشده الله تعالى في أمره وأذكره بالله في دفعه عن دمه، وعرفه كبر سنه وكثرة عياله، فقال له دع هذا عنك، ولا بد مما أمرت به فيك، ولكن ان صدقتني عن أمرك حفظتك في مخلفيك، وإلا أسأت اليهم بعدك، فقال: أما على ذاك فاني منذ ثمانين سنة أقول في أذاني: أجحد أن محمد رسول الله، فأمر به وقتل.

قال ابن دقة: وهذا الشيخ جد البحتري الشاعر (١).

قلت وجاء ملك الروم الدمستق في أيام سيف الدولة ابن حمدان ونزل على حصن الحدث ليحصره، وكان سيف الدولة قد بناه وأحكم بناءه، فخرج سيف الدولة، فتركه ومضى، وجرت له وقعة مع الروم أيضا، وقد خرج سيف الدولة لبناء الحدث فواقعهم وقتل منهم وأسر، وكان أهل الحدث سلموه بالامان الى الروم قبل ذلك فخربوه.

أخبرنا عبد العزيز بن محمود بن الاخضر البغدادي كتابة قال: أخبرنا الرئيس أبو الحسن علي بن علي بن نصر بن سعيد قال: أخبرنا أبو البركات (٨٥ - و) محمد بن عبد الله بن يحيى قال: أخبرنا علي بن أيوب بن الحسين قال: أنشدنا أبو الطيب المتنبي لنفسه يمدح سيف الدولة، ويذكر بناءه ثغر الحدث، بعد أن كان أهلها أسلموها عن الامان الى الروم، ومنازلة ابن الفقاس اياه وهزمه لابن الفقاس، وكان أسر قودس (٢) الاعور بطريق سمندو وابن ابنة الدمستق، وأنشده اياها بعد الوقعة في الحدث.


(١) -انظر قول البحتري في ديوانه،٣٦٦.
جدي الذي رفع الاذان بمنبج … وأقام فيها قبلة الصلوات
.
(٢) -أي esodoehT انظر زبده الحلب. ٢٠ - ٧١٩. PP،ltraP.٤،lov.yrotsiH laveideM egdirbmaC .١٢٥ /١:

<<  <  ج: ص:  >  >>