للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لي حرمة الضيف والجار القديم … ومن أتاكم وكهول الحي أطفال

أتيتكم وجلابيب الصبى قشب … فكيف أرحل عنها وهي أسمال

قال القيسراني: والبيت الآخر أجود من بيت البحتري:

وشرخ شباب قد نضوت جديده … اليكم كما ينضو الذي سمل البرد (١)

قال: وكان ابن الحباب شاعر بدوي متأدب بالطبع، له أشعار مشهورة في بني صالح.

قلت: قول ابن الخياط‍: يخاطب نصر بن محمود، أظنه والله أعلم خطأ، وانما هو نصر بن صالح، وما أظن ابن الحباب بقي الى أيام نصر بن محمود، والذي يدل على ذلك قوله: «مالي الى ابن أبي علي حاجة»، وابن أبي علي هو نصر بن صالح، وأبو علي كنية صالح بن مرداس، وكنية محمود بن نصر أبو سلامة (٢).

قرأت بخط‍ أبي النجم بن بديع في جزء وقع إليّ من كتابه الذي جمعه في الشعراء ذكر فيه جماعة من شعراء حلب، وذكر فيه حسان الشطي، شاعر بني صالح، توفي بحلب وقد جاز ثمانين سنة، وقال فيه: متوسط‍ الشعر، وندر له أبيات، وأورد له هذه الأبيات الأربعة التي ذكرناها: «بالله لولا قيود في قوائمنا» الى آخرها.

وقفت في مدائح نصر بن صالح التي جمعها أحمد بن خلف الممتع المعري على قصائد من شعره فيه، بخط‍ الممتع، منها قوله:

قلب تصدع من وجد وبلبال … وعبرة ذات تسكاب وتهطال

كأن دمعي وقد فاضت بوادره … ماء الغمام جرى من روس أجبال

صد الحبيب الذي ما كنت أحسبه … يصد فازداد تسهيدي وتعوالي

لئن نأى وسلا عني وأرقني … فلست عنه وان سليت بالسالي

يا ليلة جمعتنا تحت حندسها … وكشفت سترها من بعد اسدال


(١) -ديوان البحتري-ط‍. بيروت-دار صادر:٢/ ١٤٥.
(٢) -توفي محمود سنة ٤٦٦ هـ‍ /١٠٧٤ م، وقتل نصر بن محمود سنة ٤٦٨ هـ‍ / ١٠٧٦ م، ويلاحظ‍ أن ابن العديم كتب بدون انتباه «محمود بن نصر» في حين أنه أراد نصر بن محمود. أنظر كتابي تاريخ العرب والاسلام:٣٧٣ - ٣٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>