للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الزمان فكأنه ممن فرط‍ في عهد النعمان، ومن سمع كلامه علم أنه لم يعر شهادة ولا حرم في إبداع الكلم سيادة.

وكفاه شهادة هذا العالم النحرير (٢٤٨ - و) له بما شهد، وتصديه لجمع شعره، وعاش أبو الفتح بعد أبي العلاء مدة سنين.

أنبأنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن سليمان قال: أخبرنا الحافظ‍ أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي قال: الحسن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار ابن أبي حسنه، أبو الفتح السلمي المعري الشاعر، ذكر لنا أبو عبد الله محمد بن المحسن بن الملحي أنه قدم دمشق، وله في وصفها أبيات من قصيدة ذكرها ابن ابنه أبو المظفر نصر بن منصور بن الحسن بدمشق عنه منها:

لو أن دارا أخبرت عن ناسها … لسألت رامة (١) عن ظباء كناسها

بل كيف تسأل دمنة ما عندها … علم بوحشتها ولا إيناسها

ممحوة العرصات يشغلها البلى … عن ساحبات الريط‍ فوق دهاسها

بيض اذا انضاع النسيم من … الصبا خلناه ماء ينضاع من أنفاسها

يا صاحبي سقى منازل جلق … غيث يروي ممحلات طساسها (٢)

فرواق جامعها فباب بريدها … فمسارب القنوات من باناسها (٣)

فلقد قطعت بها زمانا للصبى … واللهو مخضرا كخضرة آسها

قبل النوى وسهامه مشغولة … الأفواق لم تبلغ الى بر جاسها

من لي برد شبيبة قضيتها … فيها وفي حمص وفي ميماسها (٤)

وزمان لهو بالمعرة موبق … بسياثها وبجانبي هرماسها (٥)

(٢٤٨) قرأت بخط‍ مؤيد الدولة أسامة بن مرشد بن علي بن منقذ، وانبأنا به أبو


(١) -هناك أكثر من رامة، وقيل رامة هضبة. معجم البلدان.
(٢) -الطساس جمع طس وهو الطست. النهاية لابن الاثير.
(٣) -ما تزال تحمل الاسماء نفسها في دمشق.
(٤) -منتزه حمص الرئيسي ما زال يحمل هذا الاسم نفسه.
(٥) -سياث خارج المعرة والهرماس موضع فيها. وانظر ديوان ابن أبي حصينه: ١/ ٣٥٤ - ٣٥٥. تاريخ ابن عساكر:٤/ ٢٣٣ ظ‍.

<<  <  ج: ص:  >  >>