للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عداد الثريا مثل نصف عدادهم … ومن نسله ضعف الثريا (١) متى يثري

فهب هبة يبقى عليك ثناؤها … بقاء النجوم الطالعات التي تسري

فلما فرغ من انشادها: أحضر الأمير أسد الدولة القاضي والشهود وكتب له وأشهد على نفسه بتمليك ابن أبي حصينة ضيعتين من ملكه لها ارتفاع كثير، وأجازه وأحسن إليه فأثرى وتمول، وعمر بحلب دارا خسر عليها مالا كثيرا وكتب على إزار روشنها:

دار بنيناها وعشنا بها … في نعمة من آل مرداس

قوم محوا بؤسي ولم يتركوا … على الأيام من بأس

قل لبني الدنيا ألا هكذا … فليفعل الناس مع الناس

هكذا نقلته من خط‍ أبي المظفر أسامة في تعليقه الذي علقه لابن الزبير، وقد ذكر أسامة بن منقذ في موضع آخر هذه الحكاية أنها وقعت لابن أبي حصينة مع معز الدولة ثمال بن صالح، وهو أصح. أخبرنا بذلك الأمين أبو القاسم بن هبة الله بن محفوظ‍ بن الحسن بن صصرى فيما أذن لنا في روايته عنه، وسمعت منه بدمشق، قال: أخبرنا أبو المظفر أسامة بن مرشد (٢٤٩ - ظ‍) بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ قال: كان ابن أبي حصينة مداحا للأمير تاج الأمراء معز الدولة أبي العلوان ثمال بن أسد الدولة صالح بن مرداس، فامتدحه بقصيدة شكا فيها كثرة أولاده، وكان له أربعة عشر ولدا، أولها:

سرى طيف هند والمطي بنا تسرى … ..

جنيت على نفسي بنفسي جناية … فاثقلت ظهري بالذي شب من ظهري

عداد الثريا مثل نصف عدادهم … ومن نسله ضعف الثريا متى يثرى

وأخشى الليالي الغادرات عليهم … لان الليالي غير مأمونة الغدر

ولي منك اقطاع قديم وحادث … تقلبت فيه تحت ظلك من عمري

وما أنا بالممنوع منه ولا الذي … أخاف عليه منك حادثة تجري

ولكنني أبغيه ملكا مخلدا … خلود القوافي الباقيات على الدهر


(١) -هذا يعني أن عدد أولاده أربعة عشر لان نجوم الثريا سبعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>