يا آمن الدنيا التي … تصل المنايا بالمنى
كم حل في جسم خمار … الفقر من سكر الغنى
يا بائعا دار البقا … أتقيم في دار الفنا
يا دار دنيانا التي … تقضى وتبعد من دنا
خير القنايا أن يجود … العبد فيك بما اقتنى
قال شيخنا أبو القاسم: قال لنا الجويني وقلت أعني نفسي على طريق اللزوم:
يا ليت شعري ما يقال … اذا الجويني انتقل
(٢٧٧ - ظ)
ما كان يفعله يقال … وما عداه لم يقل
من يستقل من ذنبه … من قبل مصرعه يقل
قال أبو القاسم: قال لنا الجويني: وقلت: بعقب افاقتي من مرض صعب:
يا رب عافيت من العلة … تفضلا فاعف عن الزلة
الحمد لله الذي عمني … من فضله ما لم أكن أهله
وصانني شكرا لنعماه … عن مواقف الذلة والبذله
فكم له عندي من نعمة … ديمتها وطفاء منهلة
أهفو ويعفو فأرتجو … فضله لكنكم لا تأمنوا عدله
أخبرني أبو السعادات بن أبي بكر بن حمدان أن الجويني توفي سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة، ثم قرأت بالقاهرة في درج وقع إلي بخط الجويني في آخره: كتبه العبد الخائف من ذنبه اللاجئ الى كنف ربه عز وجل حسن بن علي بن ابراهيم الجويني، في سنة خمس وثمانين وخمسمائة وله حينئذ من العمر اثنتان وثمانون سنة بحمد الله ومنّه.
وأنبأنا الحافظ أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري قال: في ذكر من توفي سنة أربع وثمانين وخمسمائة من كتاب التكملة لوفيات النقلة: وفي التاسع من صفر توفي الشيخ الفاضل أبو علي الحسن بن علي بن ابراهيم الجويني الكاتب بالقاهرة، حدث عن أبي منصور موهوب بن أحمد الجواليقي، وهو مشهور بجودة الخط،