ان شاء الله قال: أخبرنا القاضي أبو محمد عبد القاهر بن علوي بن عبد القاهر ابن المهنا المعري قال: أنشدني والدي رحمه الله قال: أنشدني عمي-يعني- أبا نصر الناظر قال: أنشدني أبو الحسن علي بن وكيع التنيسي وفد علينا المعرة، لنفسه في الروض:
أما ترى الروض كيف قد أظهر … بدائعا كان حسنها يستر
وابتسمت زهرة الزمان لنا … عن الربيع المحبب الأزهر
حاك لنا من ثيابه حللا … جوّد في نسجها وما قصر
صوّره الله كي يشوقنا … إلى جنان النعيم إذ صوّر
كأن طرف الزمان أبصره … فشاقه حسن ذلك المنظر
فظلّ مستعبر الجفون هوى … له ولولا الهوى لما استعبر
أخجل حسن السماء فاحتجبت … بسحبها خجلة فما تظهر
أودع أسراره الثرى زمنا … ثم انثنى معلنا لما أضمر
فالأرض تثني على السحاب بما … درهم من نورها وما دنّر (١)
انظر بعينيك نحو نرجسه … فحسنه فوق كلما يظهر
كأنه والعيون ترمقه … كواكب في سمائها تزهر
أحاط مبيضّه بصفرتة … فراق بالحسن طرف من أبصر
حاكى خواتيم فضة جدد … مفضضات بأصفر الجوهر (٢٨٥ - و)
انظر إلى روضة البنفسج … والآس على جانبه قد خطّر
كمطرح أزرق أحيط على … أرجائه فروز له أخضر
يشق تلك الرياض منفجرا … جدول ماء بفيضه يزخر
كأنه والشقيق منبسط عليه … من جانبيه قد أزهر
(١) -نسبة الى الدينار، والدينار في العادة من الذهب، والدرهم من الفضة.