للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سد للفتن، مشفق على المسلمين، وكان يشير إليه-فنظرت فإذا النظام جالس تحت سريره-ثم قال الأمير العبادي: أخاف بعد قتله ظهور (٢٩١ - ظ‍) الفتن، فإن الشيخ قال: هو سد للفتن.

أخبرنا عبد المطلب قال: أخبرنا أبو سعد بن أبي بكر بن أبي المظفر قال:

قرأت بخط‍ والدي رحمه الله: سمعت الفقيه الأجل أبا القاسم، يعني عبد الله بن علي بن اسحاق، أخا نظام الملك يقول: كان أخي نظام الملك يملي بالريّ، فلما فرغ قال: إني لأعلم أني لست أهلا لما أتولاه من هذا الإملاء، لكني أريد أربط‍ نفسي على قطار بغلة (١) حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقال: قال والدي رحمه الله، وسمعته-يعني الفقيه الأجل-يقول:

سمعته-يعني نظام الملك-يقول: مذهبي في علو الحديث غير مذهب اصحابنا، إنهم يذهبون الى أن الحديث العالي ما قل رواته، وعندي: إن الحديث العالي ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن بلغت رواته مائة.

قرأت بخط‍ الحسن بن جعفر بن عبد الصمد بن المتوكل، وأنبأنا به الحسن ابن المقيّر عنه، قال: حدثني الشيخ الإمام أحمد بن محمود بن ابراهيم الضرير الآزجي المعروف بابن الصياد، صاحب الشيخ أبي سعد المعمّر بن علي بن المعمّر، الواعظ‍ المعروف بابن أبي عمامة قال: سمعت من لفظ‍ الشيخ أبي سعد الواعظ‍ قال: لما قدم السلطان ملك شاه إلى بغداد، كان وزيره الحسن بن علي بن اسحاق، نظام الملك، في سنة ثمانين واربعمائة، قصد الناس نظام الملك، واستجدوه، وكثر عليه الناس والشعراء، فلم يرد أحدا ممن قصده، حتى قيل انه لما خرج إلى النهروان تقدم بأن يثبت ما خرج منه (٢٩٢ - و) مدّة مقامه، فكان مائة ألف ونيف وأربعين ألف دينار.

أخبرنا أبو هاشم بن أبي المعالي الحلبي قال: أخبرنا عبد الكريم بن محمد ابن منصور قال: وقرأت بخط‍ والدي: سمعت الفقيه الأجل يعني أبا القاسم عبد الله بن علي بن اسحاق يقول: كنت بمكة، وأردنا الخروج إلى عرفات، فأخبرني


(١) -كذا بالاصل، ولعلها تصحيف صوابه «نقلة».

<<  <  ج: ص:  >  >>