للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خلقك الله وأمرك بسجدة واحدة، فخالفته، حتى لعنك ولعن متابعيك، وأنا الحسن ابن علي بن اسحاق أمرني بالسجدة، فأسجد له كل يوم سجدات، لا جرم ما من حاجة أرفعها عليه إلا ويستجيبها لي وأنا في كل نعمه وراحة منه. فقال:

من لم يكن للوصال أهلا … فكل إحسانه ذنوب

أخبرنا أبو هاشم قال: أخبرنا أبو سعد قال: قرأت بخط‍ والدي رحمه الله سمعت الفقيه الأجل أبا القاسم عبد الله بن علي بن اسحاق يذكر أن الصاحب نظام الملك أخاه كان يقول: كنت أتمنى أن يكون لي قرية خالصة ومسجد أتخذ فيه لطاعة ربي، ثم بعد ذلك تمنيت أن يكون لي قطعة من الارض بشربها، أتقوت بريعها، ومسجد أتخلى فيه لعبادة ربي في جبل، ثم الآن أتمنى أن يكون لي رغيف كل يوم، ومسجد أتعبد فيه لربي.

قال أبو سعد: قال والدي رحمه الله. وسمعته يقول: كنت ليلة من الليالي عنده وأنا على أحد جانبيه، والعميد خليفة على الجانب الآخر، وبجنب العميد خليفة فقير مقطوع اليد اليمنى، قال: فشرفني الصاحب بالمؤاكلة، وجعل يلحظ‍ العميد خليفة كيف يؤاكل الفقير؛ قال: فتنزه خليفة من مؤاكلة الفقير لما رآه يأكل بيساره، فقال لخليفة: تحول (٢٩٥ - ظ‍) الى هذا الجانب، وقال للفقير: إن خليفة رجل كبير في نفسه يستنكف من مؤاكلتك، فتقدم إليّ، وأخذ يؤاكله.

وقال: قرأت بخط‍ الإمام والدي رحمه الله: سمعت الفقيه أبا القاسم عبد الله ابن علي بن اسحاق الطوسي يقول: دخل أخي نظام الملك على الإمام أبي الحسن الداوودي وقعد بين يديه، وتواضع له غاية التواضع، فقال له الإمام أبو الحسن:

أيها الرجل إن الله سلطك على عبيده، فانظر كيف تجيبه إذا سألك عنهم.

قلت: هذا أبو الحسن الداوودي هو عبد الرحمن بن المظفر بن محمد بن داود ابن أحمد البوشنجي كان من العلماء الأبرار، وهو يروي كتاب البخاري عن الحموي.

قرأت بخط‍ أبي عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب، وأخبرنا أبو

<<  <  ج: ص:  >  >>