للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأهدر دمه، ثم عفا عنه، والقصة قد ذكرناها في ترجمة أبي يعلى بن الهبارية (٢٩٦ - ظ‍)، وقيل إن الأبيات الرائية للأبيوردي، والصحيح أنها لابن الهبارية.

قرأت بخط‍ عبد المنعم بن الحسن بن اللعيبة في دستور جمعه قال الفقيه الأبيوردي يهجو خواجا بزرك وزير السلطان ملك شاه رحمه الله، وهو الوزير أبو علي الحسن بن اسحاق.

لا غرو أن وزر ابن اسحاق وساعده القدر وصفت له الدنيا وخص أبو الغنائم بالكدر فالدهر كالدولاب ليس يدور إلاّ بالبقر (١)

ولما تمت هذه الأبيات الى الوزير رحمه الله استدعى الأبيوردي وكانت أياديه عنده جمة، وله عليه رسوم في كل سنة لها قيمة كبيرة، فلما مثل بين يديه قال له:

يا هذا بم استوجبت منك أن تهجوني تعصبا لعدوي علي؟ وهذا أبو الغنائم الذي ذكره هو تاج الملك عدو الوزير، فأنكر أن هذا شعره، فقال له الوزير: إن لزمت الإنكار أحضرت من أنشدنيها، فوافقك عليها، ومع هذا فأنت تعلم ما لي عندك من الأيادي التي لا تذكر، وما كنت تسألني فيه من الحوائج التي تؤخذ عليها الأموال مع الرسوم، فلاذ الفقيه بالعذر، واعترف أنها من جملة غلطاته التي لا تستقال، وعثراته القبيحة، فقال له الوزير: لا شك أن الرسوم التي لك لا تكف ولا تكفي، وقد تقدمت باضعافها لك، فاقبضها ولا تغلط‍ بعد ذلك.

ونقلت من خط‍ العماد الكاتب أبي عبد الله محمد بن محمد بن حامد وذكر شعرا (٢٩٧ - و)(٢) العجم فيه-يعني في نظام الملك-: إن الله أقام الارض على قرن ثور وملكها الثور.

اخبرنا أبو هاشم الصالحي قال: أخبرنا عبد الكريم بن أبي بكر المروزي قال:


(١) -ليست هذه الابيات في ديوان الابيوردي-ط‍. دمشق ١٩٧٥.
(٢) -لقد سقط‍ من الاصل-كما يبدو-على الاقل ورقة واحدة. ولعل هذا النص مأخوذ من الخريدة قسم شعراء خراسان، وانا لم أتمكن من الوقوف على هذا القسم من الخريدة حتى أتاكد وأتدارك.

<<  <  ج: ص:  >  >>