للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفوضت الوزارة الى نظام الملك، وحبس وسعى (٢٩٩ - و) نظام الملك في قتله، فلما هم الجلاد بقتله، قال له: قل للوزير نظام الملك: بئس ما فعلت، علّمت الأتراك قتل الوزراء وأصحاب الدواوين، ومن حفر مغواة وقع فيها، ومن سن سنة فله وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة، ورضى بقضاء الله المحتوم، فكان الأمر كما قال.

قرأت بخط‍ أبي الحسن علي بن مرشد بن علي بن منقذ في تاريخه قال: سنة خمس وثمانين وأربعمائة فيها: قفز باطنية على خواجا بزرك ببغداد وهو محمول في محفته التي كان يحمل فيها من ضعفه وكبره في تاسع شهر رمضان، فجرحه وحمل الى داره التي ببغداد، فجاء السلطان ملك شاه يفتقده ويتوجع له، فقال له خواجا:

يا سلطان العالم كبرت في دولة أبيك ودولتك، كنت تمهلت علي فما بقي من عمري إلا القليل، أو صرفتني ولا أمرت أن يفعل بي هكذا، فأخرج السلطان مصحفا في تقليده، وحلف له بما فيه أنه لم يأمر، ولم يعلم، ثم قال: وكيف أستجيز هذا وأنت بركة دولتي، وبمنزلة أبي، وكان الذي اتهم بذلك متولي الخزانة تاج الملك أبا الغنائم.

قال ابن منقذ: حدثني أبي عنه قال: فمات خواجا، ومضى السلطان فمات في العشر الاخير من شوال (١).

قال: وذكر أن السلطان لما مات اجتمع مماليك خواجا بزرك، وكانوا في سبعة آلاف مملوك مزوجين الى سبعة آلاف مملوكة. فقتلوا تاج الملك على ما نذكر في ترجمة تاج الملك (٢٩٩ - ظ‍).


(١) -مات ملكشاه مسموما بعد مقتل نظام الملك بفترة وجيزة-انظر مدخل الى تاريخ الحروب الصليبية:٢٢١ - ٢٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>