للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تقول عوادلي والليل داج … وللجوزاء في الأفق انحدار

تمتع من شميم عرار نجد … فما شيم البروق عليك عار

فما تدري أيجمع منك شمل … بعيد اليوم أو تنأى الديار

فإن فراقهم في العين ماء … سفوح وهو في الأحشاء نار

فقلت لهم لئن عز التأسي … وأعوزني على الوجد اصطبار

وفا جأني الزمان بكل خطب … أليم ما لموهنه جبار

فلي بالناصر المنصور دامت … أياديه على الزمن انتصار

إمام للبرية طاب أصلا … وطاب الفرع منه والنجار

له خلقان من أري وشري (١) … إلى هذا يشار وذا يشار (٣١ - ظ‍)

أنشدني أبو علي الحسن بن محمد بن اسماعيل القيلوي من لفظه بمنزلي بحلب، قال: أنشدني أمين الدين الحسين بن دبابة السنجاري البزاز لنفسه بحلب يهجو أبا علي بن الربيع اليهودي رأس المثيبة (٢) ببغداد وكان يلقب بالبقيرة:

تبصر بقيرة آل الربيع … عدمت البصيرة إثر البصر

سننت لذبحك موسى الهجاء … وموسى الذي سن ذبح البقر

قال لي أبو علي القيلوي لقّب الأمين حسين في سنجار بالبقيرة بقوله هذين البيتين فلا يعرف بسنجار إلاّ بالبقيرة.

أخبرني شمس الدين علي بن الحسين بن دبابة عن والده الحسين قال: كان في أيام شبابه يعتني بشيء من الهجو، قال: فبات ليلة فرأى أسدا عظيما قد أقبل نحوه قال: فخاف خوفا عظيما، قال: فقال له الأسد: تعود تهجو؟ فقال: لا، قال:

فتب، قال: فتاب عن الهجو من ذلك اليوم:

أنشدني أبو الحسن بن الحسين بن دبابة بسنجار قال: كتب إليّ والدي في كتاب هذا الشعر لنفسه:


(١) -أي من الفة وتثبيت ود، ومماراة ولجاجة. النهاية لابن الاثير.
(٢) -أي رئيس «أكاديمية» اليهود في بغداد. انظر كتابي «يهود في الحياة الاقتصادية والسياسية الاسلامية في العصور الوسطى» ط‍. بيروت ٧٢:١٩٨٨ - ١٧٥

<<  <  ج: ص:  >  >>