للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قرأت في شرح شعر أبي فراس الحارث بن سعيد بن حمدان، الذي جمعه وشرحه أبو عبد الله بن خالويه أبياتا لأبي القاسم الحسين بن علي بن كوجك العبسي الحلبي، قالها في سيف الدولة أبي الحسن علي بن عبد الله بن حمدان، لما بنى الحدث، وسكن أهلها بها، وقصدها نقفور ملك الروم في جموع عظيمة، ونفر اليه (١٠٥ - و) سيف الدولة، فهرب عند اشرافه عليه، قبل اللقاء، وخلى أصحابه السلاح، فاشتد على سيف الدولة قرب نقفور، وذكر أبو عبد الله بن خالويه بعض القصيدة، وقال:

انها قصيدة يصف فيها الحال، كثيرة المحاسن، والأبيات التي ذكرها:

رام هدم الاسلام بالحدث المؤذن … بنيانها بهدم الضلال

نكلت عنك منه نفس ضعيف … سلبته القوى رؤوس العوالي

فتوقى الحمام بالنفس والمال … وباع المقام بالارتحال

ترك الطير والوحوش سغابا … بين تلك السهول والأجبال

ولكم وقفة قريت عفاة … الطير فيها جماجم الأبطال

أخبرنا أبو المحاسن سليمان بن الفضل بن سليمان قال: أخبرنا أبو القاسم علي ابن الحسن الحافظ‍ قال: الحسين بن علي بن كوجك أبو القاسم الكوجكي، حدث بطرابلس سنة تسع وخمسين وثلاثمائة عن أبي مسعود كاتب حسون المصري وعن أبيه علي، وأبي سعيد النصيبي، وأبي جعفر بن خلادة الأنطاكي، وأبي بكر أحمد ابن محمد الصنوبري الشاعر، وأبي القاسم بن المنتاب العراقي وغيرهم. كتب عنه بعض أهل الادب، وأنشد له بعض هذه الأبيات:

وما ذات بعل مات عنها فجأة … وقد وجدت حملا دوين الترائب

بأرض نأت عن والديها كلاهما … تعاورها الوراث من كل جانب

فلما استبان الحمل منها تنهنهوا … قليلا وقد دبّوا دبيب العقارب

(١٠٥ - ظ‍)

فلما غدا للمال ربا ونافست … لاعجابها فيه عيون الكواعب

وكاد يطول الدرع في القد جسمه … وقارب أسباب النهى والتجارب

<<  <  ج: ص:  >  >>