للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ملك القناعة لا يخشى عليه ولا … يحتاج فيه الى الأنصار والخول

ترجو البقاء بدار لا ثبات لها … فهل سمعت بظل غير منتقل

ويا خبيرا على الأسرار مطلعا … اصمت ففي الصمت منجاة عن الذلل

قد رشحوك لأمر فطنت له … فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل (١)

قلت: وهذه القصيدة من محاسن قصائدة لا بل من محاسن شعر أهل عصره يسميها الناس لامية العجم تفضيلا لها على غيرها من أشعار العجم كما سموا قصيدة الشنفرى التي أولها:

أقيموا بني أمي صدور مطيكم … فإني الى قوم سواكم لأميل (٢)

لامية العرب تفضيلا لها على غيرها من أشعار العرب، نظمها ببغداد في سنة خمس وخمسمائة يفتخر فيها ويشكو الاغتراب وأورد فيها من الحكم ما لا يخفى على المتأمل من ذوي الألباب.

أخبرنا أبو هاشم قال: أخبرنا أبو سعد قال: سمعت اسماعيل بن أحمد بن اسماعيل الباخرزي-إملاء-يقول: دخل الأستاذ أبو اسماعيل المنشئ على بعض أكابر الدولة في مجلس الأنس فقدم إليه ثيابا رفيعة كرامة له، فكره ذلك حتى عرف فيه وأنشأ (١١٨ - ظ‍) مرتجلا:

وما ساقني فقر إليك وإنما … أبي لي عزوف النفس أن أعرف الفقرا

ولكنني أبغي التشرف إنه سجية … نفس حرة ملئت كبرا

أخبرنا أبو هاشم الهاشمي قال: أخبرنا أبو سعد السمعاني قال: الحسين بن علي بن عبد الصمد الدئلي المنشئ أبو اسماعيل صدر العراق وشهرة الآفاق، غزير الفضل لطيف الطبع، جواد الخاطر، حسن المعرفة باللغة والأدب، أقوم أهل عصره بصنعة الشعر وإنشاء الرسائل، وكان محترما كبير الشأن جليل القدر، ورد بغداد


(١) -الطغرائي-حياته-شعره-لاميته لعلي جواد الطاهر-ط‍. بغداد ٨٤:١٩٦٣ - ٩٤. ولم أستطع الوقوف على وشاح دمية القصر ولا على ترجمته في دمية القصر.
(٢) - انظر وفيات الاعيان:١/ ١٥٩. الانساب للسمعاني:٥٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>