للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سمعت أبا علي يقول: اجتمعت ببغداد مع أبي احمد العسال وابراهيم بن حمزة، وأبي طالب، وأبي بكر بن الجعابي، وأبي أحمد الزيدي فقالوا: يا أبا علي تملي علينا من حديث نيسابور مجلسا نستفيده عن آخرنا، فامتنعت فما زالوا بي حتى أمليت عليهم ثلاثين حديثا، ما أجاب واحد منهم في حديث إلاّ ابراهيم بن حمزه في حديث واحد، أمليت عليهم عن أبي عمرو الحيري عن اسحاق بن منصور عن أبي داود عن شعبة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

من أطاعني فقد أطاع الله (١)، الحديث، فقال: إبراهيم حدثنا عن يونس بن حبيب عن أبي داود فقلت: لا تبعد أن تجيب في حديث من حديث أهل بلدك (٢).

أنبأنا أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل عن أبي القاسم زاهر بن طاهر الشامي قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي-إجازة-قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ‍ قال: وسمعت أبا عمرو بن أبي عثمان العدل يقول: رأيت أحمد بن عمر الدمشقي ينتخب من حديث أبي علي ويقرأ عليه، قال: وسمعت أبا عبد الله الزبير ابن عبد الواحد الحافظ‍ بأسد أباذ يقول: كنا في السفر أسنّ من أبي علي، وهو أحفظ‍ منا، وكنا نكتب بانتخابه وما رأيت لأبي علي زلة قط‍ إلاّ روايته عن عبد الله بن وهب الدينوري وابن جوصاء وقال: سمعت أبا علي يقول: وردت على عبدان الأهوازي فأكرم موردي وكان يتبجح بي ويبالغ في تقريبي وإعزازي واكرام موردي ويجيبني الى كل ما (١٣٢ - ظ‍)، ألتمسه من حديثه الى ان ذاكرته غير مرة واستقصيت عليه في المذاكرة والمطالبة، فتغير لي، وقد عرف من أخلاقه أنه كان يحسد كل من يحفظ‍ الحديث.

وسمعت أبا علي يقول: قال لي أبو بكر بن عبدان غير مرة: يا أبا علي قد رزقت من قلب هذا الشيخ ما لم يرزق غيرك فلا تستقص عليه في المذاكرة وارفق به فقد طعن في السن، فكنت أتكلف أن اسامح في المذاكرة، فذكر ما عند حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يلبي عن شبرمة، فقلت: من عن حبيب؟ قال: ليث بن أبي سليم، فقلت: يا أبا


(١) -انظره في كنز العمال:١٤٨٥٤،٦/ ١٤٨٠٨.
(٢) - تاريخ بغداد:٨/ ٧١ - ٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>