للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يبكي والعامة تبكي لبكائه، وسار الى نور الدولة دبيس، وكان نازلا بالفلوجة وتقررت الوزارة لأبي يعلى والد الوزير أبي شجاع، وكان قبل ذلك يكتب لهزارسب ابن ينكير، وكوتب، وورد الخبر بوفاته في ساعة وصول فخر الدولة الى القلعة ومرضه وقت عزله (١).

أنشدني أبو السعادات المبارك بن أبي بكر بن حمدان الموصلي قال: نقلت من (١٦٠ - ظ‍) خط‍ أبي الفضل محمد بن عبد الملك بن الهمذاني لأبي يعلى الحسين بن محمد بن عبد الله والد الوزير أبي شجاع من قصيدة في القائم بأمر الله أمير المؤمنين رضوان الله عليه يقول فيها:

فحين جد زماني في إساءته … وقام عندي ببلواه على قدم

رحلت عنه بخوف من نوائبه … حتى نزلت بأمن في حمى الحرم

حمى الامام الذي أبقى النبي (٢) … له

تراثه فاصطفاه الله للأمم

ذاك الذي فرض الرحمن طاعته … على الخلائق من عرب ومن عجم

بيت الرسالة والتنزيل منشؤه … فهل مزيد على هذا الذي كرم

بنوره في الدياجي نهتدي أبدا … بوجهه السعد يستسقي حيا الديم

من دوحة فرعها فوق السماء علا … وأصلها قدرسا في الأرض عن قدم

أبان هدى رسول الله مجتهدا … حتى غدا الحق صفوا عن أذى التهم

فمنذ قام بأمر الله قد حرست … جوانب الدين والدنيا من الثلم

لا زالت الأرض من نعماه ناضرة … ما اخضر من ورق غصن من السلم

ذكر أبو الفضل محمد بن عبد الملك بن الهمذاني في ذيل كتاب الوزراء (٣) أن أبا يعلى توفي في ذي القعدة سنة ستين وأربعمائة (٤).


(١) -كتاب التاريخ الذي نقل عنه هو «نصرة الفترة وعصرة الفطرة في أخبار الوزراء السلجوقية» وقد هذبه الفتح البنداري، وطبع بالقاهرة سنة ١٩٠٠، انظر ص: ٣٣ - ٣٤.
(٢) -كتب ابن العديم فوقها صلى الله عليه وسلم.
(٣) -هو بحكم المفقود.
(٤) -الترجمة التالية هي ترجمة الحسين بن محمد بن عبد الوهاب، وقد كتب ابن العديم في الهامش: ها هنا ترجمة الحسين بن محمد بن عبد العزيز بن الجباب، وبناء عليه وضعتها مكانها.

<<  <  ج: ص:  >  >>