مبرنس الرأس متوجه، مدبّج الظهر مخرفجه، بادي المنقار مونّفه، زمّجي الوجه مفوّفه، مد ملك الهامة محدرج الحلقوم، مستجاف الحوصلة والبلعوم، رحيب المبرج والمنخرين، (١٨٢ - ظ) بارز الصماخين، مقلّص الرعثين كأنهما قرطان معلقان أو مصباحان يقدان، أو مدهنتا عقيق، أو وردتا شقيق، ذا عنق أغلب أعنق، وعرف قانئ أفرق، كأن ملكا ألحفه ديباجه وألبسه تاجه، فهو يزفّ عليه مائلا، ويشف ماثلا، تحسبه المريخ إذا طلع، أو الرطب إذا أينع أو سطور جلّنار، أو لهيب النار، أو حماض البراري، فإذا نظر برشم وجمّح من مقلة خدره المحجّج يطرف عن فصوص الياقوت الأحمر ونور الرياض الأزهر، له زور مولع رحيب، وجؤجؤ تارّ غير سليب، وجناح مؤجّد التركيب، مؤزّر الزفّ والانبوب كهيئة الطيلسان، أو رياط العصب اليمان، أو رياض البستان، كأنما حفت قوادمه بقواطع الأقلام أو حواشي الأعلام، أو مصاريب العيدان، أو رخص البنان، وذنب ناشر شايل، وسروال ضاف سائل، وركبه مركبة في ساق درماء كأنها قناة خط صماء أصفر الظنبوب والشراك محسر الصيصة عند العراك شر نبث شوك الرجل، ششن الأصابع كأنها براثن ضبع أو مخالب سبع إن بحث نبث أو ركل ضبث، كأنما ينقر بنيازك الرماح، أو يناضل بنضال القداح، حسن الاشراف والايفاد والزيفان عند السفاد، ولا يكون أشغى ولا أورق، ولا أضجم ولا أجوق ولا أحص الجناح، ولا أبح الصياح، إن صاح خلت جوادا صهل، أو زاف قلت سترا (١٨٣ - و) سدل يزهي على الطاووس شكلا وحسنا، ويوفي عليه قدرا ووزنا، إن قاتل عترفانا بذّه وفاقه، أو رآه ناظر أعجبه وراقه، يتوقد زغلا وذكاء، ويجري لونه ماء وضياءا حتى إذا انتصب فاخزأل، وصفق فاستقل، وارتاح فأعجب، وصوت فأجلب، وعلا الجدار خاطبا وسبح معلنا، وقام مؤذنا أيقظ الى الصلاة غابقا، وأذكر ناسيا، وبشر بهجة الإصباح وحث على الصبوح، ومعاطاة الأقداح فيعجب ويروق من رآه فيسبح ويقول «{فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ}»(١) فإذا جئت به ملائما لهذه الهيئة حويت قصب السبق وحققت مخيلة الظن، واستوجبت حسن النظر إن شاء الله.