للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سمعت مهذب الدين أبا الحسن علي بن فضل الله بن الدقاق الحلبي يثني على حماد البزاعي كثيرا، ويقول: كان حماد مكملا قد جمع بين حسن الكتابة والشعر والنحو والقرآن (٢٦٦ - و) واللغة، وأخذ من كل علم بطرف حسن، وكان عنده دين متين، وله بركة على من يعلمه، ونفس صالح رحمه الله.

سمعت الشريف شمس الدين أبا علي الحسن بن زهرة العلوي الحلبي النقيب بها يقول: لما قدم القاضي-يعني-عبد الرحيم بن علي البيساني حلب اجتمع به الاستاذ حماد البزاعي وامتدحه، ورأى ما عنده من الفضائل فاحترمه وأكرمه وعظمه، وتظلم الدهر له كيف ألجأه الى التعليم وخلع عليه ووصله صلة أعانته على دهره وعاش بها مدة.

سألت الشيخ أبا عبد الله محمد بن أبي سعد الحلبي الزاهد عن الاستاذ حماد ابن منصور البزاعي فقال: هو مؤدبي تأدبت به، وكان عقله يغلب عليه، وذكر لي كلاما معناه أنه كان ينسب الى التشيع.

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل بن أبي الحجاج الصويتي-إجازة- قال: أخبرنا عماد الدين أبو عبد الله محمد بن محمد الكاتب قال في خريدة القصر:

حماد الخراط‍، وهو حماد بن منصور البزاعي، وبزاعا بين حلب ومنبج ليس بالشام في عصرنا هذا مثله رقة شعر وسلاسة نظم، وسهولة عبارة ولفظ‍، ولطافة ومعنى وحلاوة مغرى بأسلوب سالب للب، خالب للخلب وصنعة عارية عن التكلف، باينة من التعسف، تترنح له أعطاف السامعين وتتبع رقته في رياض اللطف للماء المعين، لما كنت بحلب وعند ترددي إليها في عهد نور الدين سقاه الله عهاد (٢٦٦ - ظ‍) الرحمة ما زلت اسمع من شعره ما يزيدني طربا ويفيدني عجبا وعجبا، وذكر له أشعار حسنة (١).

أنشدني مهذب الدين أبو الحسن علي بن فضل الله بن الدقاق الحلبي بمنزله بها قال: أنشدني الاستاذ حماد بن منصور بن حماد البزاعي لنفسه:

يا ضرة القمر المدلّه … بجمالها بالله بالله

جودي فليس البخل حل‍ … ية من الحسن جله


(١) - خريدة القصر- قسم شعراء الشام-:٢/ ١٣٠ - ١٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>