المحدثين والفضلاء المتأدبين، سمع الكثير ورحل في طلب الحديث إلى العراق (٢٧٢ - و) والشام ومصر، وحدث عن جماعه منهم أبو القاسم بن السمرقندي، وأبو المحاسن الغانمي، وأبو بكر بن الزاغوني، وعبد السلام بن أحمد الهروي، وعبد الله بن رفاعة الفرضي المصري، وروى لنا عن هؤلاء المسمين وعن غيرهم، وصنف تاريخا لبلده حران، وكان صدوقا، حدث عنه شيخنا الحافظ أبو الحسن المقدسي وسمعته يثني عليه، وكان أديبا وله شعر جيد، وقال لي: ولد شيخنا أبو الثناء الحراني في سنة احدى عشرة وخمسمائة، وتوفي رحمه الله في ذي الحجة سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.
سمعت رفيقنا أبا محمد عبد الرحمن بن شجانه الحراني بها يقول: توفي حماد بن هبة الله الحراني بحران سنة تسع وتسعين وخمسمائة، ودفن بظاهر البلد في الجبانة رحمه الله.
وهذا وهم، والصحيح ما ذكرناه عن أبي الحسين القرشي.
أنبأنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار قال: وتوفي بحران-يعني- حماد بن هبة الله في يوم الأربعاء الثاني والعشرين من ذي الحجة من سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.
قرأت في تاريخ أبي المحاسن بن سلامة الحراني بخط أبي محمد عبد الغني ابن محمد بن تيمية خطيب حران، وذكر لي أنه نقله من خط أبي المحاسن قال: وفي الأربعاء ثاني عشر ذي الحجة سنة ثمان وتسعين وخمسمائة، مات الشيخ الحافظ رضي الدين أبو الثناء حماد بن هبة الله بن فضيل الحراني من أهل العلم والحديث، سمع من السّلفي (٢٧٢ - ظ) أبي طاهر وغيره، وسافر فغاب عن حران ستين سنة يتجر ويكتب الحديث، وألف لحران تاريخا لمن دخلها ومن كان منها وبها من أهل العلم والحديث وغير ذلك.