بعد عمرين عاد يهوى التصابي … ويرجّي لبقله له أن يطرّا
ذهب الأطيبان هيهات أن … يشمخ مهرا من كان برذون كسرا
وكانت هذه القرية معربونيه حين وهبه إياها صاحب الاثارب في أواخر سنة احدى وعشرين وخمسمائة داثرة موحشه الصّوى، فنزلها وأحضر إليها أهله وعمر بها دارا وأحضر اليها فلاحين وأكرة، وعمر غامرها وزرعه واستغله.
وسير إليّ الصدر أبو محمد الحسن بن ابراهيم بن الخشاب كراريس من شعر حمدان بن عبد الرحيم بخطه فقرأت فيها أبياتا كتبها بعد خروجه من معربونية الى جيرانه بها وهي:
اسكان عرشين القصور عليكم … سلامي ما هبّت صبا وقبول
ألا هل إلى حث المطايا إليكم … وشمّ خزامي حربنوش سبيل
وهل غفلات العيش في دير … مرقس تعود وظل اللهو فيه ظليل
إذا ذكرت لذاتها النفس عندكم … تلاقى عليها زفرة وعويل (٢٧٨ - ظ)
بلاد بها أمسى الهوى غير أنني … أميل مع الأقدار حيث تميل
أنشدنا أبو الفوارس حمدان بن عبد الرحيم بن سعيد بن عبد الرحيم قال:
أنشدني والدي أبو الموفق عبد الرحيم بن سعيد قال: أنشدني عمي حمدان بن عبد الرحيم لنفسه:
دير عمان ودير سابان هج … ن غرامي وزدن أشجاني
إذا تذكرت فيهما زمنا … قضيته في عرام ريعاني
يا لهف نفسي مما أكابده … إن لاح برق من دير حشيان
وإن بدت نفحة من الجانب … الغربي فاضت غروب أجفاني
وما سمعت الحمام في فنن … إلاّ وخلت الحمام فاجاني
ما اعتضت مذ غبت بدلا حاشى … وكلا ما الغدر من شاني
كيف سلويّ أرضا نعمت بها … أم كيف أنسى أهلي واخواني (١)
(١) -كتب ابن العديم في الهامش «في نسخة: أوطاني».