سنة أربع وأربعين ومائتين، حين توجه الى دمشق، وكان جوادا شاعرا وفات أبا بكر الخطيب ذكره، مع أنه وقع اليه حديثه ورواه في ترجمة غيره.
أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي-فيما أذن لنا أن نرويه-قال:
أخبرنا أبو منصور بن زريق قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: حدثنا محمد بن اسحاق بن ابراهيم القاضي بالاهواز قال حدثنا محمد ابن نعيم قال حدثنا حمدون بن اسماعيل قال حدثنا أبي عن المعتصم عن المأمون عن الرشيد عن المهدي عن المنصور عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تحتجموا يوم الخميس فانه من يحتجم فيه فيناله مكروه فلا يلومن إلاّ نفسه (١).
كذا رواه محمد بن نعيم عن حمدون عن أبيه اسماعيل عن المعتصم، ورواه أبو عبد الله محمد بن حمدون بن اسماعيل عن أبيه حمدون عن المعتصم نفسه ولم يذكر أباه.
أخبرنا بذلك أحمد بن أزهر بن السباك في كتابه عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي عن أبي القاسم علي بن المحسن التنوخي قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن جلّين الدوري قال: حدثنا القاضي أحمد بن اسحاق بن ابراهيم الملحمي قال: حدثنا أحمد بن الطيب (٢٨٢ - و) السرخسي قال: حدثني أبو عبد الله بن حمدون بن اسماعيل عن أبيه قال: سمعت المعتصم بالله يحدث عن المأمون عن الرشيد عن المهدي عن المنصور عن أبيه عن جده عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الحجامة يوم الخميس وكرهها، قال: فدخلت على المعتصم بعد مدة بعيدة في يوم خميس وهو يحتجم، فلما رأيته وقفت واجما وتبين ذاك في وجهي فقال: يا حمدون لعلك ذكرت الحديث الذي حدثتك به عن المأمون عن آبائي في حجامة الخميس، والله ما ذكرت ذلك حتى شرط الحجام، قال فحجم من عشيته وكانت المرضة التي مات فيها.
وهذه الرواية أشبه بالصحة لانه قال فيها حكاية عن المعتصم ويحتمل أن المعتصم حدث بالحديث حمدون وأباه اسماعيل بن داود فنسي حمدون صيغة اللفظ المنقول