للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدعوة العباسية بخراسان بعد العشرين الذين هم بعد النقباء الاثني عشر، وكان أبوه قحطبة بن شبيب أحد النقباء الاثني عشر، والسبعون هم دعاة الدعاة (٣١١ - و) وكان حميد مع عبد الله بن علي بن العباس حين توجه الى الشام لقتال مروان بن محمد بن مروان، وكان أحد قواده وكان على ميسرته حين قدم قنسرين في سنة اثنتين وثلاثين ومائة، بعد أن بيض (١) أبو الورد مجزأة بن الكوثر بن زفر بن الحارث الكلابي، وأظهر الخلع للسفاح، ودعا أهل قنسرين الى ذلك فأجابوه ووجه عبد الله بن علي قبل ذلك أخاه عبد الصمد بن علي في زهاء عشرة آلاف فنا هضهم أبو الورد ولقيهم بين العسكرين فهزم عبد الصمد ومن معه، فلما قدم عبد الصمد على أخيه عبد الله أقبل ومعه حميد بن قحطبة، فالتقوا واقتتلوا بمرج الأجم بالقرب من قنسرين، وثبت لهم عبد الله بن علي وحميد بن قحطبة فهزموهم، وقتل أبو الورد.

ثم إن حميد بن قحطبة بعد موت السفاح بايع عبد الله بن علي مع غيره من القواد، فلما قدم أبو مسلم لقتال عبد الله بن علي وكان زفر بن عاصم الهلالي بحلب يومئذ من قبله، وكان عبد الله بن علي بحران، فوجه حميد بن قحطبة وكتب له كتابا الى زفر بن عاصم وفيه: اذا ورد عليك حميد فاضرب عنقه، فعلم بذلك وهرب وعاد الى أبي مسلم خوفا من عبد الله بن علي، ثم ان المنصور ولى حميد بن قحطبة الجزيرة وكان حميد قد نزل بعد هزيمة أبي الورد مع عبد الله بن علي على دابق فسيره عبد الله الى أبان بن معاوية بن هشام بن عبد الملك، وقد قرب منه يريد بياته فلقيه حميد فهزمه وسار أبان الى سميساط‍ وقد ذكرنا (٣١١ - ظ‍) ذلك في في ترجمة أبان.

قال أبو علي أحمد بن محمد مسكويه في كتاب تجارب الأمم: وكان أبو مسلم استخلف على خراسان خالد بن ابراهيم أبا داود، وكان عبد الله بن علي خشي أن لا يناصحه أهل خراسان فقتل منهم نحوا من سبعة عشر ألفا ضروب القتل وكتب لحميد بن قحطبة كتابا وجهه الى حلب وعليها زفر بن عاصم، وفي الكتاب:

اذا ورد عليك حميد بن قحطبة فاضرب عنقه، فسار اليه ثم فكر حميد في كتابه فلم ير من الصواب له أن يوصله ولم يقرأه ففك الطومار وقرأه فلما عرف ما فيه دعا قوما


(١) -كان شعار بني أمية البياض وكان شعار الدولة العباسية السواد.

<<  <  ج: ص:  >  >>