للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه رجل من قريش يعوده فخاف أن يأكل معه، فقال خالد: تتغذى بنصف هذا الفروج وتنعشى بنصفه ثم تمثل:

نداري زمانا قد ألح بصرفه … ومن لا يداري عيشه لا يعقّل

فخرج القرشي وهو يقول:

تعلّمت تدنيق المعيشة بعدما … كبرت وأعداني على اللوم خالد.

أخبرنا أبو الحسن بن أبي عبد الله بن المقيّر البغدادي بالقاهرة قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر بن علي-إجازة-قال: أنبأنا أبو اسحاق ابراهيم بن عبد الله الحبّال قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن القاسم بن مرزوق قال:

أخبرنا أبو الفتح ابراهيم بن علي بن ابراهيم-قراءة عليه، وزعم أن أبا بكر محمد ابن يحيى أخبرهم-قال: حدثنا أبو أحمد عبد الوهاب بن الحارث قال: حدثنا عبد الله (٢٩ - ظ‍) بن موهوب الخازن قال: سمعت سعدا الحاجب يقول: قال خالد ابن صفوان بن الأهتم: دخلت على أبي العباس السفاح فصادفته جالسا ليس عنده أحد، فقلت له: يا أمير المؤمنين إنني والله ما زلت منذ قلدك الله الخلافة أطلب أن أصير الى مثل هذا الموقف منك في الخلوة، فإن رأى أمير المؤمنين أن يأمر بامساك الباب لأفرغ مما أريد ذكره له، ونصيحتي له فعل، فأمر الحاجب بذلك فقلت له:

يا أمير المؤمنين لم يمكنني ذكر ما أردت ذكره لك إلاّ في يومي هذا، قال: قل، قلت: يا أمير المؤمنين فكرت في أمرك وأجلت الرأي فيك، فلم أجد أحدا له مثل قدرك أقل اتساعا في الاستمتاع بالنساء ولا أضيق فيهن عيشا، إنك ملكت نفسك امرأة واحدة من نساء العالمين فاقتصرت عليها فإن مرضت مرضت وإن غابت غبت، وإن تحركت تحركت وحرمت على نفسك التلذذ باستطراف الجواري ومعرفة اختلاف حالاتهن والتلذذ بما يشتهى منهن، إن منهن يا أمير المؤمنين الطويلة التي تتثنى للنجابة، والركماء (١) الجسيمة التي تشتهى لحسنها ووثارتها، والبيضاء اللطيفة التي تحب لبراعتها، ومنهن الصفراء العجزاء واللذيذة الشجية، وأين أنت يا أمير المؤمنين عن بنات سائر الملوك، وما خصصن به من الخفر وحسن الأنس والتلذذ


(١) -الرمكة: الفرس والبرذونة تتخذ للنسل. القاموس.

<<  <  ج: ص:  >  >>