أنبأنا أبو اليمن الكندي عن أبي البركات الانماطي قال: أخبرنا أبو طاهر أحمد بن الحسن قال: أخبرنا يوسف بن رباح بن علي قال: أخبرنا أحمد بن محمد ابن اسماعيل قال: حدثنا محمد بن أحمد قال: حدثنا معاوية بن صالح قال: خالد سبلان قال أبو مسهر: هو ثقة.
أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد قال: أخبرنا علي بن الحسن قال:
أخبرنا أبوا محمد: هبة الله بن أحمد، وعبد الله بن أحمد في كتابيهما قال: حدثنا عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن سعيد قال: أخبرنا أبو عبد الملك أحمد بن ابراهيم قال: حدثنا محمد بن عائذ قال: حدثنا الوليد بن مسلم عن مروان بن جناح عن خالد بن دهقان عن خالد سبلان قال: كنت فيمن شهد صفين، فبينا نحن كذلك اذا جاء الخبر الى معاوية أنه قد بايع رجل من همدان اثنا عشر ألفا من همدان بيعة الموت ليغتدن شاهرين سيوفهم لا ينثنوا دون أن يقتلوا معاوية أو ينهزم الناس أو يموتوا من آخرهم، فأعظم ذلك معاوية وأقبل على عمرو بن العاص فقال: اثنا عشر ألفا كلهم قد بايع بيعة الموت، من يطيق هؤلاء؟ فقال له عمرو: اضربهم بمثلهم من قومهم، فأرسل الى عضاة-أو قال: ابن عضاة-فأخبره عن الهمداني وأصحابه وقال: ما عندك؟ قال: ألقاهم بمثل عدتهم من همدان.
قال: فخرج اليه قبائل من همدان فخطبهم متوكئا على قوسه، وما انتهك من حرمته وركب به، يعني (١)، فبكوا حتى نشجوا، ثم ذكر الذين قتلوه، وأنه يحق على كل مسلم أن يطلب دم عثمان، والعوذ من قتلته، ونحو هذا من الكلام، وأن الهمداني قد بايعه منكم، فأخبرهم بما صنعوا، فما عندكم؟ قالوا: عندنا أن نلقاهم بيعة الموت، قال: بيعة الموت، قالوا: بيعة الموت، فأعادها، قال: بيعة الموت، قالوا: بيعة الموت، فأعادها ثم استدار على قوسه، ووثبوا وثبة رجل، فاستداروا مرات واعتنق بعضهم بعضا، وبكى بعضهم الى بعض، فغدا الهمذاني في أصحابه فاقتتلوا فيما بين أول النهار الى صلاة العصر، فما انهزم هؤلاء ولا هؤلاء، فأرسل علي الى معاوية يناشده الله في البعثة الى كف أصحابه، ويكف أصحابه، فلم يزل معاوية يكف أصحابه ويزعهم وعلي بمثل ذلك حتى حجزوا بينهم.
(١) -كذا بالأصل، ومن الواضح انه أراد أمير المؤمنين عثمان بن عفان.