للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا أمير المؤمنين، فقال عمر: لمن هو لأمك الكافرة، وغضب عمر، وكانت أمه نصرانية أم ولد رومية، فقال خالد: ان تك كافرة فقد ولدت مؤمنا فاستحى (٣٥ - و) عمر وقال: صدقت، فما قولك ما ذاك لي، قال: لأنا كنا معشر أهل الشام وإخواننا من أهل مصر واخواننا من أهل العراق نغزو فيعرض على الرجل منا أن يحمل من أرض الروم فقيزا بالصغير من فسيفساء وذراع في ذراع من رخام فيحمله أهل العراق وأهل حلب الى حلب ويستأجر على ما حملوا الى دمشق ويحمله أهل حمص الى حمص ويستأجر على ما حملوا الى دمشق، ويحمل أهل دمشق ومن وراءهم حقهم الى دمشق، فذلك قولي ما ذاك لك، فسكت عمر.

قال: ثم جاءه بريد من مصر من واليها يخبره أن قاربا ورد عليه من رومية فيه عشرة من الروم عليهم رجل منهم يريدون الوفود الى أمير المؤمنين، فكتب اليه أن وجههم إليّ، ووجه معهم عشرة من المسلمين عليهم رجل منهم كلهم يحسن بالرومية ولا يعلمونهم بذلك حتى يحملون إليّ كلامهم، فساروا حتى نزلوا دمشق خارج باب البريد، فسأل الروم رئيس العشرة من المسلمين أن يستأذن لهم الوالي في دخول المسجد فأذن لهم فمروا في الصحن حتى دخلوا من الباب الذي يواجه القبة، فكان أول ما استقبلوا المقام (١) ثم رفعوا رؤوسهم الى القبة فخر رئيسهم مغشيا عليه، فحمل الى منزله فأقام ما شاء الله أن يقيم، ثم أفاق فقالوا بالرومية: ما قصتك، عهدناك بالرومية وما ننكرك وصحبتنا في طريقنا هذه فما أنكرناك فما الذي عرض لك حين دخلت (٣٥ - ظ‍) هذا السجد؟ قال: لأنا معشر أهل رومية تتحدث ان بقاء العرب قليل، فلما رأيت ما بنوا علمت أن لهم مدة سيبلغونها، فلذلك أصابني الذي أصابني فلما قدموا على عمر أخبروه بما سمعوا منه، فقال عمر: ألا أرى مسجد دمشق غيظا على الكفار، فترك ما كان هم به من أمره (٢).

أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر-اجازة ان لم يكن سماعا-قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو


(١) -لعله يريد مقام النبي يحيى حيث ما يزال قائما في داخل مسجد بني أمية تحت القبة.
(٢) -لم يرد هذا الخبر في ترجمة خالد في تاريخ دمشق لابن عساكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>