للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

-بقراءتي عليه-قال: أخبرنا أبو القاسم عمر بن عبد الملك بن عمر الفقيه الكاتب في كتابه للملك العزيز:

خليلي هذا الدهر ما تريانه … خمول نبيه أو علو سفيه

فإن تسألوني ما الذي قد لقيته … فأيسر ما لاقيت ما أنا فيه

نقلت من خط‍ أبي الحسن علي بن مقلد بن علي بن منقذ في تاريخه، وذكر أحوال سابق بن محمود بن نصر بن صالح بن مرداس، وضعف أمره وقال في أثناء كلامه: والامير سديد الملك مقيم بالجسر (١) لعلمه أن الداء قد أعضل، وكان سبب ذلك أن الامير بهاء الدولة بن الملك فناخسرو، وهو خاله، قد نزل من مصر لما تولى ابن اخته حلب، كانت جاريته قد اعتقلها أمير الجيوش بدر (٢) بمصر، وأراد يضرب رقبتها لانها كانت أوفى طبقة في الغناء، فكان الأمراء بمصر يتقاتلون عليها، فقتل من أجلها عدة من الأمراء، فقال لسابق: ما يقدر أحد يخلص جاريتي وأولادي إلا الامير سديد الملك، فإنني رأيت له بمصر صيتا وافيا وقال من بها (١٦١ - ظ‍): لو كان جعل مقره بمصر عوض طرابلس كانت الدولة في قبضته، فثقل على الأمير الى أن كتب وسير الى أمير الجيوش في أمر الجارية، فقال: والله ما أردت أخرجها أبدا من الحبس، ولكني لا أرد مسألة ذلك المحتشم فسيرها الى طرابلس الى دار جدي، فأحضرها الى حلب ومعها ابناها: دارا، وبهمن، فلما حضرت في مجلس سابق أول صوت غنت:

نفسي فداؤك كيف تصبر طائعا … عن فتية مثل البدور صباح

حنت نفوسهم إليك فأعلنوا … نفسا يغل مسالك الأرواح

وغدوا لراحهم وذكرك فيهم … أذكى وأطيب من نسيم الراح

فإذا اجزت خبئا وذكرك فيهم … جعلوك ريحانا على الأقداح


(١) -يريد بذلك قلعة الجسر قرب شيزر قبل استيلاء سديد الملك المنقذي على هذا القلعة الحصينة.
(٢) -بدر الجمالي الذي استولى على مقاليد الامور بالقاهرة أيام المستنصر الفاطمي وتحكم بالخلافة الفاطمية هو وابنه الافضل من بعده.

<<  <  ج: ص:  >  >>