الكراء، فركبا ولم يعطيا الكراء، فلما بلغ شط البحر خرقها، قال له موسى:
سبحان الله، «أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا، قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا» فانطلقا حتى أتيا على غلمان يلعبون فنظر الى أنضرهم وجها وأخدرهم فأخذه فذبحه، فقال له موسى: سبحان الله «أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا» والزكية التي لم تذنب، قال: فكأن موسى تذمم مما قال له، فانطلقا حتى أتيا أهل قرية استطعما أهلها فلم يطعموهما ويضيفوهما، فوجدا فيها جدارا مائلا فنقضه فأقامه فقال له موسى عليه السلام: سبحان الله والله ما أبلوك هذا البلاء، استطعمتهم فلم يطعموك وتضيفتهم فلم يضيفوك، فلو اتخذت عليه أجرا، قال:
فقال له الخضر:«سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا» قال: فأخذ موسى بثوبه فقال: بيّن لي، فقال:«أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر» الى قوله: «غصبا» إلا سفينة يرى بها عيبا، فخرقها فإذا تركها الملك رقعها أصحابها خشبة وانتفعوا بها، وأما الغلام (١٨١ - ظ) فإنه طبع على الكفر، وكان قد ألقى عليه من أبويه محبة منه، فتخوفنا أن يرهقهما طغيانا وكفرا، «فأراد ربك أن يبدلهما» الآية، فثقلت أمه بغلام هو «خيرا منه زكاة وأقرب رحما. وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة» الى قوله: «صبرا» فقال النبي صلى الله عليه وسلم: رحمة الله علينا وعلى موسى أما إنه لو صبر لرأى الأعاجيب.
أخبرنا أبو بكر عتيق بن أبي الفضل السلماني-قراءة عليه وأنا أسمع- قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن، ح.
وحدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي من لفظه قال: أنبأنا أبو المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن صابر قالا: أخبرنا الشريف أبو القاسم علي بن ابراهيم العلوي قال: أخبرنا رشاء بن نظيف بن ما شاء الله.
وأخبرنا أبو القاسم عبد الغني بن سليمان بن بنين قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد قال: أخبرنا أبو الحسن الفراء-إجازة-قال: أخبرنا عبد العزيز ابن الحسن بن اسماعيل، قالا: حدثنا الحسن بن اسماعيل قال: أخبرنا أحمد بن مروان قال: حدثنا أحمد بن محمد قال: حدثنا عبد المنعم عن أبيه عن وهب أن