قال: فأما الفرات فإنها تخرج، وتلقى بلد الروم، ثم تتفرق على إقليم أثور وتتشعب إليها الخابور، ثم تدخل العراق، وتنبطح خلف الكوفة، وتلقى دجلة منها أربع شعب.
وأما معرفة من حفر الفرات، فقد قيل: إنه خلقة من الله تعالى لم يحفره أحد فإن أبو القاسم عبد الله بن الحسين الأنصاري، وعبد الرحيم بن يوسف بن الطفيل أجاز لنا عن أبي طاهر أحمد بن محمد السّلفي عن أحمد بن محمد بن الآبنوسي قال أخبرنا عن أبي الحسين بن المنادي في كتاب الحافظ من تأليفه قال:
حدثنا موسى بن إسحاق بن موسى الخطمي قال: حدثنا منجاب بن الحارث قال:
أخبرنا بشر بن (١٣٧ - ظ) عمارة عن أبي روق عن الضّحاك عن ابن عباس في قوله «وفجرنا فيها من العيون، ليأكلوا من ثمره»(١) وكذلك كانوا يقرءونها وما عملت أيديهم، ذلك وجدوه معمولا، يعني الفرات ودجلة ونهر بلخ، وأشباهها، وجدوه معمولا لم تعمله أيديهم.
وقد قيل إن دانيال حفره. أخبرنا زيد بن الحسن البغدادي إذنا، ونقلته من أصل سماعة، قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد الحريري قال: أبو القاسم بن البسري عن محمد بن جعفر بن النجّار قال: يقال إن الفرات حفره دانيال مع الدجلة، وأن الفرات يجيء من واد يقطع الروم، وأن دجلة يخرج ماؤها من جبل بآمد.
وأخبرنا أبو اليمن الكندي إجازة، قال: أخبرنا أبو منصور القزّاز قال:
أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي ثابت الخطيب قال: أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدّل قال: أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق: حدثنا محمد بن أحمد بن البراء
(١) - القرآن الكريم، سورة ياسين الآيتان:٣٤ - ٣٥.: (وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون. ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون).