للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باب البريد وبالمدرسة الريحانية (١)، قدم علينا حلب مرارا متعددة في رسائل من الملك العادل ومن بعده، واجتمعت به بحلب ودمشق، ولم يتفق لي سماع شيء منه، وروى لنا عنه شيئا من شعره رفيقنا أبو الفتح (٢٣٨ - و) نصر الله بن الصفار المعروف بالنجيب.

أنشدنا نجيب الدين أبو الفتح بن الصفار قال: أنشدنا القاضي نجم الدين أبو علي خليل بن علي قاضي العسكر لنفسه:

اذا ناب خطب فاستشر فيه صاحبا … وان كنت ذا رأي تشير على الصحب

فاني رأيت العين تجهل نفسها … وتدرك ما قد حل في موضع الشهب

وأنشدني ابن الصفار قال: أنشدني خليل بن علي لنفسه:

كأن عذاره لام وفاه … من الخط‍ البديع الحسن صاد

وطرة شعره ليل بهيم … فلا عجب اذا سلب الرقاد

يعني نص في الليل.

وأنشدني ابن الصفار قال: أنشدني النجم خليل لنفسه:

ضاهى ابن فيروز مدينة جلق … وكلاهما يوم الفخار فريد

ألفاظه بردى وصورة خلقه … ثورى ونقص العقل منه يزيد (٢)

توفي القاضي نجم الدين أبو علي خليل قاضي العسكر فجأة يوم الثلاثاء بعد العصر سلخ صفر من سنة إحدى وأربعين وستمائة، ودفن ضحوة يوم الاربعاء، ووصلت الى عذرا (٣) ليلة السبت الرابع من شهر ربيع الاول متوجها الى الديار المصرية في رسالة فخرج إليّ من دمشق من أخبرني بوفاته على الوجه المذكور وأخبرت بدمشق أنه في اليوم الذي توفي فيه كان يحدث بموت جماعة ممن مات فجأة، فاتفق انه مات فجأة في ذلك اليوم رحمه الله (٢٣٨ - ظ‍).


(١) -انظر حولها منادمة الاطلال:١٦٧ - ١٧٢،١٦٩.
(٢) -من فروع نهر بردى بدمشق.
(٣) -خارج مدينة دمشق ما تزال تحمل هذا الاسم نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>