للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كيف أصبحت قد عدمنا العقولا … عميت مقلة تراك عليلا

جعل الله صحتي لك والأجر … ولا زال بي ضناك نزيلا أو بديلا

قال: وكان بين يديه سفط‍ جوهر فرمى إليه بجوهرة لها قيمة.

نقلت من خط‍ محمد بن الحسن بن محمد الصيرفي من جزء سمعه من أبي محمد علي بن أحمد المادرائي فيه أخبار ونوادر عن شيوخه قال المادرائي: وحدثني جدي أبو عبيد الله محمد بن أحمد بن ابراهيم بن الحسن الأطروش المادرائي قال: حدثني أبو علي زكريا بن يحيى بن زيوبه الكاتب قال: دعاني الأمير أبو الجيش خمارويه ابن أحمد بن طولون في يوم من الأيام لشيء أراد أن يأمر به، فدخلت إليه وبين يديه أسد غير مشدود، فحين رأيته أفزعني ووثبت فصرت مع الأمير فوق السرير، فقال لي: ويلك ما هذا؟ فقلت ليس مع الموت لعب، وكان الأسد يدور حوله وينام بحضرته، وكانت معه لبوة تفعل مثل فعله. فصاح على الأسد فلم يبرح، فقبض يده ثم ضرب بها جبهة الأسد ضربة شديدة، فولى الأسد هاربا، ثم أتى الى باب المجلس الذي كان الأمير فيه فقبض على مسمار كبير مقبب كان فيه وعضه فاقتلعه وطرحه ومضى وقد أخرج غيظه عليه، فخاطبني الأمير حينئذ بما أراد وخرجت.

وذكر علي بن أحمد المتطبب في كتاب الآراء والمشاورات (١) قال: حدثني أبو عيسى الداعيه قال: حدثني معلم (٢٤٢ - و) لأبي الجيش خمارويه بن أحمد قال: حدثني خادم لأبي الجيش قال: دخلت في يوم صائف على غفله فوجدت مولاي أبا الجيش وهو يقبل رجل ويد جاريته وهو يقول لها: ويلك لو علم الناس بموضعك مني لما حلفوني إلا بك، وأحب إلي منك أسود بعشرة دنانير يقاتل عني وعنك، قال الخادم:

ولو التفت حتى يراني لذهبت نفسي، فرجعت القهقرى حتى غبت عن عينهما.

أخبرنا أبو نصر محمد بن هبة الله القاضي-إذنا-قال: أخبرنا الحافظ‍ أبو القاسم (٢) (٢٤٢ - ظ‍).


(١) -لم أقف على ذكر بوجوده.
(٢) -لم يكمل الرواية عن ابن عساكر وترك بقية الصفحة فارغة، انظر تاريخ دمشق لابن عساكر:٥/ ٣٤٥ - ظ‍ -٣٤٧ ظ‍. وأرجح أن الرواية التي لم يكملها ابن العديم تتعلق باقتراف خمارويه اللواطة.

<<  <  ج: ص:  >  >>