للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخبرنا أبو الحسين بن عبد الله قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: أخبرنا أبو بكر ابن أبي الدنيا قال: حدثنا محمود بن غيلان قال: حدثنا أبو أسامة قال: حدثني خالد بن محدوج أبو روح قال: سمعت أنس بن مالك يقول: إن داود نبي الله عليه السلام ظن في نفسه أن أحدا لم يمدح خالقه أفضل مما مدحه، وأن ملكا نزل وهو قاعد في المحراب والبركة الى جنبه فقال: يا داوود افهم الى ما تصوت به الضفدع فأنصت داوود فإذا الضفدع تمدحه بمدحة لم يمدحه بها داوود، فقال له الملك: كيف ترى يا داوود أفهمت ما قالت؟ قال: نعم. قال: ماذا؟ قال: قالت سبحانك وبحمدك منتهى علمك يا رب، قال داوود: لا والذي جعلني نبيّه إني لم أمدحه بهذا.

أخبرنا قاضي القضاة أبو المحاسن يوسف بن رافع بن تميم قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن ياسر الجياني قال: أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد ابن أحمد الفقيه قال: قال لنا علي بن أحمد الواحدي المفسر في تأويل قوله تعالى: «وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير» (١) قال: وتقدير الكلام:

وسخرنا الجبال يسبحن مع داوود وهو أنه كان إذا وجد فترة أمر الجبال فسبحت حتى يشتاق هو فيسبح، وقال وهب: كانت الجبال تجاوبه بالتسبيح وكذلك الطير.

وقال الواحدي في تأويل قوله تعالى: «ولقد آتينا داوود منا (٢٥٨ - و) فضلا يا جبال أو بي معه والطير» (٢). قال: فضلا يعني النبوة والكتاب، وما أعطي من الملك في الدنيا. «يا جبال أوّبي معه» معناه وقلنا: يا جبال أوّبي معه، فكان إذا سبح داوود سبحت الجبال معه والطير.

قال ابن عباس: وكانت الطير تسبح معه إذا سبح، وقال في تأويل قوله تعالى:

«وعلمناه صنعة لبوس لكم» (٣): اللبوس الدرع لأنها تلبس، قال قتادة: أول


(١) - سورة الأنبياء-الآية:٧٩.
(٢) - سورة سبأ-الآية:١٠.
(٣) - سورة الأنبياء-الآية:٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>