فأحيا ضياء البرق ضوء جبينه … كما تجلت جود الغوادي مواهبه
له العزمات اللاء لولا نصاله … لزعزع ركن الدين وانهدّ جانبه
بصير بأحوال الزمان وأهله … حذور فما تخشى عليه نوائبه
بديهته تغنيه في كل مشكل … وان حنكته في الامور تجاربه
حوى قصبات السبق مذ كان يافعا … وأربت على زهر النجوم مناقبه
تزينت الدنيا به وتشرفت … بنوها فأضحى خافض العيش ناصبه
لئن نوّهت باسم الإمام خلافة … ورفّعت الزاكي النجار مناسبه
فأنت الإمام العدل والمعزف الذي … به شرفت أنسابه ومناقبه
جمعت شتيت المجد بعد افتراقه … وفرقت جمع المال فانهال كاثبه
وأغنيت حتى ليس في الارض معدم … يجود عليه دهره أو يحاربه
ألا يا أمير المؤمنين ومن غدت … على كاهل الجوزاء تعلو مراتبه
ومن جده عم النبي وخدنه … إذا صارمته أهله وأقاربه
أيحسن في شرع المعالي ودينها … وأنت الذي تعزى اليه مذاهبه
وأنت الذي يغني حبيب بقوله … ألا هكذا فليكسب الحمد كاسبه
بأني أخوض الدوّ والدو مقفر … سباريته (١) مغبرّة وسباسبه
وأرتكب الهول المخوف مخاطرا … بنفسي ولا أعيا بما أنا راكبه
وقد رصد الأعداء لي كل مرصد … فكلهم نحوي تدبّ عقاربه
(٢٩١ - ظ)
وآتيك والعضب المهنّد مصلت … طرير شباه قانيات ذوائبه
وأنزل آمالي ببابك راجيا … فواضل جاه يبهر النجم ثاقبه
فتقبل مني عبد رق فيغتدي … له الدهر عبدا طائعا لا يغالبه
وتنعم في حقي بما أنت أهله … وتعلي محلي فالسها لا يقاربه
وتلبسني من نسج ظلك ملبسا … تشرف قدر النيرين جلائبه
وتركبني نعمى أياديك مركبا … على الفلك الاعلى تسير مواكبه
وتسمح لي بالمال والجاه بغيتي … وما الجاه إلا بعض ما أنت واهبه
(١) -أي قفاره-القاموس.