للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن كنت أرجو أنني في زمانه … أبادر أيام الزمان المضيع

فأستدرك الماضي بفضل تضرع … واستقبل الآتي بدرع تورع

أحقا طوتك الحادثات كما طوت … قرونا مضت من عهد كسرى وتبع

(٢٩٢ - ط‍)

وغالك ريب الدهر والدهر جائر … إذا صال لا يبقي وإن جال لا يعي

فأيأس أمالا تداني لها الغنى … فراحت بفقر من رجائك مدقع

دعا باسمك الناعي على حين غفلة … فأصمى سويداء الفؤاد المصدع

فقلت وإني في الفصاحة قسّها … مقالة مسلوب الرويّة ألكع

أيا دهر قد أمنتني كل خيفة … فلست لميت بعده بمفجع

فعل كل مأمور وكل مؤمّر … وخذ بعده يا دهر من شئت أودع

ولو كان خطب الموت يقبل فدية … ويدفعه سعي الكميّ المدرع

فديتك بالنفس النفيسة طائعا … ودافعت بالجيش اللهام الممنع

بضرب طليق الكف حرّان ثائر … وطعن ربط‍ الجأش في الروع أروع

ببيض تقدّ البيض من حرّ وقعها … وسمر ترد القرن قاني المقنع

وكل فتى يلقى المنايا بصدره … بقلب ثبوت لا بقلب مزعزع

يفضون بنيان المقانب في الوغى … بكبّات آساد مشابيل جوّع

ولكنه من لا يتاقى ويلتقى … ببذل فداء أو بأطراف شرّع

لقد كنت لي حصنا حصينا من العدى … إليه التفاتي في الخطوب ومفزعي

وعارض جود منه أستنزل الندى … فأسقى بغيث من عطاياه ممرع

فأضحي ومن بحر المكارم مشربي … وأمسي وفي روض المواهب مربعي

سأبكيه أيام الحياة وان أمت … بكته عظامي في قرارة مضجعي

(٢٩٣ - و)

وأشكره شكر الثرى لسمائه … بدرّ من اللفظ‍ البليغ المرصع

وما كلف بالشيء مثل مكلّف … ولا داعيات الطبع مثل التطبع

ولا كل من يولى جميلا بشاكر … ولا كل من يدعى خطيبا بمصقع

هو المرء أدناني فأبعد غايتي … ووسع في ذرعي وطوّل أذرعي

<<  <  ج: ص:  >  >>