للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القوم (١) بغتة، فقال له الطائي: إن كان لا بد من ذلك فابغ لي عشرين جزورا سمانا عظاما، ففعل فظمأهن ثم سقاهن حتى روين، ثم قطع مشافرهن، وشرط‍ شيئا من ألسنتهن وكمعهن لئلا تجتر لأن الإبل اذا اجترت تغير الماء في أجوافهن وإذا لم تجتر بقي الماء صافيا في بطونهن، ففعل خالد ذلك وتزودوا من الماء ما يكفي الركب، وسار خالد (١٧ - و) فكلما نزل منزلا نحر من تلك الجزر أربعا، ثم أخذ ما في بطونها من الماء فسقيته الخيل، وشرب الناس ما معهم، فلما سار إلى آخر المفازه انقطع ذلك عنهم، وجهد الناس وعطشت دوابهم، فقال خالد للطائي: ويحك ما عندك؟ فقال: أدركت الري إن شاء الله، انظروا هل تجدون عوسجة على الطريق، فوجدوها فقال: احفروا في أسفلها، فاحتفروا فوجدوا عينا غزيرة فشربوا منها وتزودوا، فقال رافع: ما وردت هذا الماء قط‍ إلا مرة واحدة، وأنا غلام فقال راجز المسلمين.

لله در رافع أني اهتدى … فوز من قراقر إلي سوى

أرض إذا سار بها الجيش (٢) … بكى

ما سار قبلك من أنس أرى (٣)

قال: فخرج خالد من المفازه في بعض الليل فأشرف على البشر وذكر تمام الحكاية (٤) وقد ذكرناها في آخر الكتاب في المجهولة أسماؤهم.

***


(١) -يأتي قبائل البادية فينزل بها ضربات مباغتة فيمنعها من نجدة الروم ثم يباغت الجيش البيزنطي الذي أرسله هر قل بقيادة أخيه تيودور لطرد العرب من الشام.
(٢) -كتب ابن العديم في الهامش: الجبيش هو الصحيح، والجبيش: الركب المحلوق، القاموس.
(٣) -تاريخ دمشق لابن عساكر:٦/ ٩٤ ظ‍ -٩٥ ظ‍.
(٤) -تاريخ دمشق لابن عساكر:٦/ ٩٤ ظ‍ -٩٥ ظ‍.

<<  <  ج: ص:  >  >>